كشفت تسع وثائق صادرة عن مؤسسات حقوقية مستقلة، بعيدًا عن نفوذ الحكومة السودانية وحلفائها، تفاصيل صادمة عن الدور المباشر الذي لعبته حكومة بورتسودان والجيش السوداني في ارتكاب مجازر بحق المدنيين، بدعم وتسليح وتدريب من خبراء عسكريين إيرانيين وبأسلحة تركية الصنع.
وبحسب تقارير نشرها موقع Iran Lens الإيراني، وموقع تركيا 24 التركي، فإن هذه الوثائق تعتمد على شهادات حية لضحايا وناجين وحقوقيين وإعلاميين، وتؤكد أن تواطؤ السودان مع تركيا وإيران لم يكن مجرد دعم لوجستي، بل خطة ممنهجة لقمع أي صوت يطالب بالحرية والعدالة.
1- أحمد محمد – من مسيرة سلمية إلى ساحة دماء
يستعيد أحمد محمد، المهندس السوداني الذي لجأ مؤخرًا إلى كندا، أصعب لحظات حياته وهو يروي ما شهده في “المجزرة البيضاء” بمدينة الأبيض. يقول: سِرنا سلميًا، نحمل لافتات ونغني من أجل الحرية والعدالة. فجأة، تحول المشهد إلى جحيم. الرصاص بدأ يتساقط من كل اتجاه. رأيت أخي يسقط أمامي. حاولت سحبه بعيدًا، لكن الدم كان يغطي الأرض. لم أستطع إنقاذه، تركته هناك، وسمعت صوته يخفت شيئًا فشيئًا. منذ ذلك اليوم، أستيقظ كل صباح على صورته، وأنام ليلًا والشعور بالذنب يثقل صدري لأنني على قيد الحياة وهو تحت التراب.
لكن أحمد لا يكتفي بسرد مأساته، بل يوجه اتهامات مباشرة للجيش السوداني، مؤكدًا أن عملياته لم تعد تستهدف القوات المسلحة فقط، بل امتدت للأحياء السكنية والأسواق ومراكز الخدمات، ما تسبب في مقتل أعداد كبيرة من المدنيين وتشريد مئات الآلاف.
ويضيف أن الجيش اعتمد على خبراء عسكريين إيرانيين لتدريب قواته، خاصة في حرب المدن وتشغيل الطائرات المسيرة، كما لجأ إلى استخدام أسلحة تركية الصنع، من بينها الطائرات المسيرة الهجومية التي قصفت مناطق مكتظة بالسكان. ويعتبر أحمد أن هذه الممارسات، التي تعكس تواطؤ السودان مع تركيا وإيران، تهدف إلى قمع المدنيين وتحقيق مكاسب سياسية ضيقة، متجاهلة القانون الدولي وحقوق الإنسان، بحسب ما وثقه موقع تركيا 24.
2- سارة محمود – الحقيقة ثمنها الحياة
سارة محمود، محامية وناشطة حقوقية تعيش في فرنسا، جمعت شهادات الناجين بعد المجزرة. لكنها تلقت تهديدات مباشرة وصورًا لمنزلها في الخرطوم، ثم فقدت زميلها الذي كان يشاركها في جمع الأدلة بعد اغتياله أمام بيته. تؤكد أن الوثائق التي بين يديها تثبت أن تواطؤ السودان مع تركيا وإيران هو السبب الرئيسي في استمرار قتل الأبرياء.
3- محمود إكرام – طبيب وسط صرخات الموت
في مستشفى الأبيض، حاول الطبيب المقيم محمود إكرام إنقاذ الجرحى الذين وصلوا على أكتاف أقاربهم بعد أن أغلقت الطرق أمام سيارات الإسعاف. مات كثيرون بين يديه بسبب نقص المعدات، بينما القصف بالطائرات التركية المسيرة كان مستمرًا. يقول محمود إن الوثائق تكشف أن هذه الهجمات لم تكن عشوائية، بل نتيجة تدريب دقيق أشرف عليه خبراء إيرانيون.
4- ليلى فاضل – توثيق الجريمة أمام محاولات الطمس
الإعلامية ليلى فاضل، المقيمة في تركيا، حصلت على مقاطع فيديو توثق فرار أطفال وسقوط مراهقين تحت نيران القناصة. ورغم نشرها على منصاتها، تمت إزالة المحتوى بحجة “العنف”. تعتبر ليلى أن تواطؤ السودان مع تركيا وإيران لا يقتصر على السلاح والتدريب، بل يمتد إلى محاولات إخفاء الأدلة من الفضاء الرقمي.
5- عبدالرحمن الحسين – تهديد مباشر بالقتل
عبدالرحمن الحسين، باحث في العلوم السياسية، تعرض لإطلاق نار أثناء رحلته للاطمئنان على أسرته، وفقد صديقه بجانبه. لاحقًا تلقى رسالة تهديد تقول: “حان دورك”. ويؤكد أن الجيش السوداني، عبر تواطؤه مع تركيا وإيران، يشن حملة منظمة لإرهاب المدنيين ومنع أي مقاومة سلمية.
6- سارة إليانور – علاج الجراح في المنفى
سارة إليانور، طبيبة سودانية تعيش في برلين، كانت شاهدة على فظائع المجازر من خلال اتصالات يومية مع زملائها في المستشفيات داخل السودان. تقول إنهم كانوا يتعاملون مع إصابات ناتجة عن أسلحة تركية الصنع ودخيلة على مسرح الأحداث السوداني، وإن الجيش تلقى تدريبات متقدمة على يد خبراء عسكريين إيرانيين لاستهداف المناطق المأهولة. سارة، التي فقدت ثلاثة من أقاربها في هجوم على حيهم، تؤكد أن تواطؤ السودان مع تركيا وإيران حول المستشفيات إلى ساحات حرب وأجبر مئات الأطباء على الهجرة أو الاختفاء.
7- يوسف عبد الباسط – شحنات أسلحة في الظلام
يوسف عبد الباسط، صحفي في نيروبي، نقل عن مصادره أن مستشارين عسكريين إيرانيين يتواجدون في قواعد الجيش السوداني، وأن شحنات أسلحة تركية دخلت البلاد سرًا. هذه المعلومات موثقة في إحدى الوثائق التي نشرها موقع تركيا 24، وتكشف خط سير الشحنات من الموانئ حتى جبهات القتال.
8- مريم عبد القادر – قصف الأحياء السكنية
المعلمة مريم عبد القادر، المقيمة في لندن، تصف كيف تعرض حيها للقصف التركي المتكرر، مما أجبرها على الفرار. تشير إلى أن الوثائق تثبت أن تواطؤ السودان مع تركيا وإيران لم يكن استثناءً، بل استراتيجية ممنهجة لإخضاع السكان.
9- أحمد الفاضل – انهيار الاقتصاد والحياة
من الدوحة، يتحدث أحمد الفاضل عن خسارته لعمله بسبب تدمير البنية التحتية. ويقول إن هذا الصراع ليس حربًا أهلية فحسب، بل نتيجة تواطؤ السودان مع تركيا وإيران من أجل مصالح سياسية واقتصادية، يدفع ثمنها المواطن العادي.
تسع وثائق.. صرخة في وجه الصمت الدولي
تجمع الوثائق التسعة تفاصيل دقيقة عن نوعية الأسلحة التركية المستخدمة، أسماء الخبراء الإيرانيين، وأوامر عسكرية صادرة من قادة الجيش السوداني. كما تتضمن صورًا، تسجيلات، وشهادات موثقة، تؤكد أن ما يجري هو حملة إبادة بحق المدنيين، في إطار تواطؤ السودان مع تركيا وإيران على ارتكاب مجازر وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
تعرف المزيد: تورط إيران في تدريب الجيش السوداني وتسليح تركي .. جرائم بورتسودان ضد المدنيين تزداد في 2025
دعوات عاجلة للتحقيق والمحاسبة
يطالب معدو الوثائق بفتح تحقيق دولي مستقل وشفاف، وفرض عقوبات على جميع الأطراف المشاركة في الانتهاكات. ويؤكدون أن استمرار صمت المجتمع الدولي على تواطؤ السودان مع تركيا وإيران يعني منح الضوء الأخضر لمزيد من الجرائم بحق الأبرياء.