بعد الهدنة التي تبعتها ضربات أمريكية وإسرائيلية، دخلت المواجهة بين إيران وإسرائيل مرحلة جديدة، تُعرف بـ حرب الجواسيس، التي تُدار خلف الكواليس بعيداً عن الصراع العسكري المباشر. ورغم توقف القنابل، إلا أن الأجواء لا تزال مشحونة بالقلق والتوتر.
تصريحات غروسي ترفع شدة الاشتباك
أشار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إلى ضرورة استئناف التعاون الدولي، قائلاً:
“علينا العودة للتعاون.. لكن لنفعل ذلك بكرامة”
لكنه حذّر من أنّ “الوضع لم يعد قابلاً للتجاهل”، ما يعكس انعدام الثقة والرغبة في ضمان التحركات قبل السماح للوكالة بمراقبة المواقع النووية.
مساعي طهران بشروط
أكدت مصادر أن الثقة بين إيران والغرب شبه معدومة، وإن طهران قد تعود إلى المفاوضات “بشروط صارمة”، تشمل رفع العقوبات والاعتراف بحقوقها النووية، مع التأكيد على أن ملف الصواريخ الباليستية ليس موضوع تفاوض بل ورقة ضغط.
واشنطن تلوح بالاستخبارات الدبلوماسية
إن تصريحات ترامب التفاوضية “تشبه دبلوماسية استخباراتية”، تهدف إلى استخراج معلومات عن حجم الضرر الفعلي للبرنامج النووي الإيراني.
وإن المواجهة الآن هي “حرب جواسيس” حقيقية تُدار عبر المختبرات والسيبرانية لجمع البيانات والتقييم السري.
انهيار الثقة وتزايد الصراع الاستخباراتي
التناقض بين تصريحات ترامب الإيجابية وتقارير الاستخبارات الأمريكية التي تشير إلى تأخير البرنامج أسابيع فقط ، يظهر حجم الصراع الاستخباراتي. موساد والأجهزة الأميركية تُكثّف من أعمالها في الداخل الإيراني لرصد وتحليل ما تبقى من القدرات النووية.
جبهة جديدة خلف الكواليس
في خضم هذه المرحلة، صارت المعارك تُدار عبر أجهزة التنصت الشبكية، وخطوط التواصل المشفرة، بينما تُجمع البيانات بمناطق حساسة بلا صواريخ معلنة.
والحرب الانتخابية القادمة لن تكون فقط سياسية، بل استخباراتية أيضاً، حيث يرصد الطرفان تحركات بعضهما عبر قنوات خفية، انتظاراً للخطوة التالية.
لماذا تعطّل “حرب الجواسيس” الهدنة؟
- لأن السيطرة الاستخباراتية تُعد أداة أساسية بعد الضربات الجوية.
- لأنها تكشف حجم نجاح الضربات ودرجة تضرّر البرنامج النووي.
- ولأنها تُعد المؤشر الحاسم لاتخاذ أي خطوة دبلوماسية لاحقة.
تعرف المزيد على: ماكرون يحذر من السيناريو الأسوأ: خروج إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي يهدد الاستقرار العالمي
في غياب المعارك التقليدية، تدور اليوم حرب الجواسيس في طهران وتل أبيب؛ حيث تُدار صراعات المعلومات والتحليل الاستخباراتي عبر الأجواء السيبرانية. الحرب القابلة للقياس لا تندلع مجدداً، لكن حرب الجواسيس لم تنتهِ بعد.