في ظل تصاعد التوترات الإقليمية في الشرق الأوسط، وضعت بريطانيا حكومتها في حالة تأهب قصوى تحسبًا لاحتمال تنفيذ هجوم أمريكي على إيران، وذلك في إطار الاستعداد لأي سيناريو عسكري قد يهدد الأمن الإقليمي والمصالح البريطانية.
اجتماع كوبرا الطارئ.. استعدادات بريطانية لأي تصعيد
ترأس رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اجتماعًا عاجلًا للجنة الطوارئ المدنية المعروفة بـ”كوبرا”، وذلك لبحث تداعيات تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، بالتحديد مع تزايد المؤشرات حول هجوم أمريكي محتمل على إيران.
وأوضح المتحدث باسم الحكومة البريطانية أن الوزراء اطلعوا على آخر الجهود الحكومية الهادفة إلى حماية المواطنين البريطانيين في المنطقة، ومناقشة الإجراءات الدبلوماسية والأمنية الجارية لضمان عدم انجرار بريطانيا إلى صراع مباشر.
استخدام قاعدة دييغو غارسيا يثير القلق في لندن
أشار مسؤولون بريطانيون إلى أن استخدام الولايات المتحدة قاعدة دييغو غارسيا الواقعة في المحيط الهندي، وهي قاعدة عسكرية تحت إدارة أمريكية بريطانية، يُقرب بريطانيا من أي هجوم أمريكي على إيران، مما يزيد احتمالية تورط غير مباشر في الصراع حال وقوعه.
وأكدت مصادر مطلعة أن الوضع “خطير ومتقلب”، وأن هناك مخاوف حقيقية من أن يؤدي أي هجوم أمريكي على إيران إلى ردود أفعال متسلسلة في المنطقة، تطال مصالح حلفاء واشنطن، وعلى رأسهم بريطانيا.
ترامب يدرس الانضمام للضربات الإسرائيلية ضد إيران
في موازاة ذلك، يناقش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاليًا إمكانية الانضمام إلى الضربات الإسرائيلية الجارية ضد إيران، وهو ما دفع بريطانيا إلى رفع مستوى الجاهزية السياسية والعسكرية تحسبًا لأي تطورات ميدانية طارئة.
ويؤكد مراقبون أن هجومًا أمريكيًا على إيران قد يتسبب في زعزعة الاستقرار الإقليمي والدولي، ويقلب معادلات القوى في الخليج والشرق الأوسط عمومًا.
التزام بريطاني بالسلام وسط عاصفة التهديدات
وكان ستارمر قد شارك مؤخرًا في قمة مجموعة السبع في كندا، حيث شدد مع قادة العالم على أهمية الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليمي، محذرًا من أن أي هجوم أمريكي على إيران قد يؤدي إلى تصعيد واسع يصعب احتواؤه.
وتأتي هذه التحركات البريطانية كجزء من استراتيجية تهدف إلى الجمع بين الاستعداد العسكري والضغط الدبلوماسي، لتفادي أي تدخل عسكري مباشر، مع التأكيد على دعم الحلول السلمية في المنطقة.
بريطانيا تراقب التطورات وتتحرك دبلوماسيًا
أشار المتحدث باسم رئيس الوزراء إلى أن ستارمر سيجري اتصالات دبلوماسية خلال الساعات المقبلة مع عدد من قادة الشرق الأوسط، في محاولة لخفض التوتر والتأكيد على أن بريطانيا ترفض الانخراط في أي هجوم أمريكي على إيران دون غطاء قانوني ودولي.
وفي ذات السياق، أكد ستارمر أن “ترامب يبدو مهتمًا بتخفيف حدة التصعيد”، لكنه أضاف أنه لم يتلق أي إشارة واضحة من واشنطن حول الاستعداد لتنفيذ ضربات فورية.
هل اقتربت المواجهة العسكرية؟
تشير التحليلات إلى أن احتمال تنفيذ هجوم أمريكي على إيران أصبح من السيناريوهات المطروحة بقوة على الطاولة، خاصة في ظل استمرار الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وطهران، وزيادة الضغوط السياسية والعسكرية على الولايات المتحدة من قبل حلفائها في المنطقة.
تعرف المزيد على: عملية دقيقة في جوبا السفلى تقضي على 25 متمردًا
وتبقى المخاوف قائمة من انزلاق المنطقة إلى نزاع شامل، مع تعقيد المشهد السياسي الدولي وغياب مسارات فعالة للحوار المباشر بين القوى الكبرى.