في خطوة تاريخية نحو تنظيم الاقتصاد الوطني، أعلنت الحكومة الصومالية عن تأسيس البورصة في الصومال لتكون أول منصة رسمية لتداول الأسهم والصكوك الإسلامية، وهي خطوة طال انتظارها لتعزيز البيئة الاستثمارية في البلاد التي تسعى للخروج من عقود من الاضطرابات الاقتصادية والسياسية.
إطلاق البورصة في الصومال: نقلة استراتيجية في النظام المالي
جاء الإعلان الرسمي عن تأسيس البورصة في الصومال خلال يونيو 2025، وذلك بعد أعوام من التحضير منذ إنشاء البنية الأولى لها في عام 2011، وبدء التشغيل التجريبي عام 2015 في مدن مثل مقديشو وبوصاصو وهجّاعة.
وقد تم تطوير البورصة ضمن مبادرة المنتدى الاقتصادي الصومالي (SEF)، كمنصة لتنظيم عمليات التداول وتوفير بيئة شفافة ومتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
تهدف البورصة الجديدة إلى أن تكون أداة فاعلة في دعم إعادة الإعمار، وتحقيق الاستقرار المالي، وتشجيع الاستثمار المحلي والدولي، وخاصة من الجاليات الصومالية في الخارج.
أهمية تداول الأسهم والصكوك في البورصة الصومالية
يرتكز دور البورصة في الصومال على تمكين الشركات الوطنية من جمع رؤوس الأموال عن طريق بيع الأسهم، بالإضافة إلى إدخال أدوات مالية إسلامية مثل الصكوك، التي تُعد بدائل شرعية للسندات التقليدية. وتوفر الصكوك تمويلًا قائمًا على الأصول، ما يجعلها ملائمة لثقافة المجتمع الصومالي ذي الأغلبية المسلمة.
كما تسعى البورصة إلى تقديم خدمات مالية رقمية تتماشى مع المعايير العالمية، من أجل تحسين مستوى الشفافية والثقة بين المستثمرين.
البورصة في الصومال: التحديات والفرص المستقبلية
رغم أن إطلاق البورصة في الصومال يمثل تطورًا مهمًا، فإن التحديات لا تزال قائمة، وتشمل:
- محدودية عدد الشركات المدرجة حتى الآن (تقدّر بـ 10 شركات).
- الحاجة إلى تثقيف المستثمرين المحليين حول آليات السوق المالية.
- ضعف البنية التحتية المالية والتكنولوجية في بعض المناطق.
ومع ذلك، فإن هناك فرصًا واعدة، مثل:
- زيادة الطلب العالمي على أدوات التمويل الإسلامي، وخاصة الصكوك.
- اهتمام المستثمرين الدوليين بالدخول في أسواق ناشئة غير مشبعة.
- إمكانية استقطاب رؤوس أموال من المغتربين الصوماليين لدعم الاقتصاد الوطني.
نحو مستقبل مالي جديد في الصومال
مع تأسيس البورصة في الصومال، تُفتح آفاق جديدة أمام البلاد في مجال الاستثمارات المؤسسية، وتنظيم رأس المال، وتوسيع نطاق الملكية العامة للشركات. كما أن تداول الأسهم والصكوك الإسلامية يعزز من قدرات الحكومة على استقطاب مشاريع تنموية كبرى، وتقديم حلول تمويلية متوافقة مع مبادئ الاقتصاد الإسلامي.
تعرف المزيد على: استقطاب مواهب الذكاء الاصطناعي: كيف فشلت ميتا رغم عروض الـ100 مليون دولار؟
ويُعد هذا التطور خطوة محورية في رحلة التحول الاقتصادي للصومال، خاصةً في ظل الاهتمام الإقليمي والدولي بنجاح التجربة المالية في بلد يسعى لاستعادة مكانته الاقتصادية.