بينما كان يستعد لخوض تجربة عمره وتشجيع فريقه المفضل في كأس العالم للأندية، اصطدم المشجع البرتغالي فابيو فاسكيز بحاجز لم يتوقعه أبدًا: رفض تأشيرة دخول أمريكا.
وبعد حجزه لتذاكر الطيران وشراءه مقاعد المباراة، لم يكن يتصور أن “حلم كأس العالم” سيتحول إلى خسارة مالية وتجربة محبطة.
بداية الرحلة..ونهايتها المبكرة
فاسكيز، وهو صاحب مطعم ومن محبي نادي بنفيكا البرتغالي، كان قد خطط للسفر إلى الولايات المتحدة لحضور مباراة فريقه أمام بوكا جونيورز في ميامي، ضمن بطولة كأس العالم للأندية.
وقد رافقه في التخطيط صديق آخر، واشتريا معًا تذاكر الطيران، وحجزا مقاعد في ملعب “هارد روك” الشهير.
لكن كل شيء انهار عندما رُفض طلب التأشيرة الذي قدمه فاسكيز قبل 3 أسابيع من موعد الرحلة.
يقول في تصريح لصحيفة JN البرتغالية:
“قدّمت الطلب منذ ثلاثة أسابيع وجاء الرد بالرفض، حاولت مجددًا، والنتيجة كانت نفسها دون أي تفسير.
وبعدما دفع فاسكيز 820 يورو (ما يعادل 695 جنيهًا إسترلينيًا) لتذاكر الطيران، و150 دولارًا (118 جنيهًا إسترلينيًا) لحضور المباراة، اضطر الآن إلى اللجوء إلى تأمين السفر في محاولة لتعويض خسائره.
ضياع خطة جماعية بسبب تأشيرة دخول أمريكا
المشجعان كان من المفترض أن يقيمَا في ميامي لدى صديق مشترك، ضمن مجموعة من أربعة أشخاص، لكن الصدمة كانت أن اثنين فقط تمكنوا من دخول الأراضي الأميركية، بينما تم رفض دخول فاسكيز وصديقه الآخر، الذي رفض الإدلاء بأي تصريح.
وقد شكل ذلك ضربة موجعة لهما، ليس فقط من الناحية المعنوية، بل أيضًا من الناحية المادية، في ظل غياب مبرر واضح لهذا الرفض المفاجئ لتأشيرة الدخول.
أسباب سياسية تلوح في الخلفية
من المعروف أن برنامج ESTA يسمح بدخول مواطني بعض الدول منها البرتغال إلى الولايات المتحدة دون الحاجة لتأشيرة دخول أمريكا تقليدية، ولكن بشرط تقديم بيانات الجواز وخطط السفر ومعلومات الاتصال داخل البلاد.
غير أن محامين في شؤون الهجرة أشاروا إلى أن رفض تأشيرة دخول أمريكا بات أمرًا متكررًا مؤخرًا، خاصة مع عودة الرئيس دونالد ترامب إلى المشهد السياسي.
وفي هذا السياق، قال المحامي البرتغالي الأميركي نيلسون تيريسو: “كان من النادر أن يُرفض دخول البرتغاليين إلى أميركا، لكن القواعد أصبحت أكثر صرامة بعد تغييرات ترامب.”
أجواء أمنية مشحونة قبل البطولة
التقرير أشار أيضًا إلى أجواء مشحونة سبقت انطلاق البطولة، مع اتخاذ السلطات الأميركية إجراءات أمنية واسعة، تضمنت نشر قوات مكافحة الشغب ووكلاء الهجرة والحرس الوطني في مدن كبرى مثل لوس أنجلوس وفيلادلفيا، وذلك على خلفية احتجاجات تتعلق بالمهاجرين غير الشرعيين.
كما أثارت إدارة الجمارك وحماية الحدود الأميركية الجدل بعدما نشرت ثم حذفت منشورًا عبر منصاتها الرسمية تؤكد فيه استعدادها الكامل للتواجد في مباريات كأس العالم للأندية، ما أثار مخاوف واسعة من إمكانية استخدام هذه المباريات كغطاء لتوقيف مهاجرين غير قانونيين.
جماهير القارة العجوز تترقب بقلق
رغم تأكيد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أنه لا يتوقع حدوث أي عمليات توقيف داخل الملاعب، إلا أن مشاعر القلق والترقب ما زالت تسيطر على جماهير الفرق الزائرة، لا سيما تلك القادمة من دول أوروبا وأميركا اللاتينية.
تعرف المزيد على: تعزيز التعاون العسكري بين الصومال ومصر لمكافحة الإرهاب في القرن الأفريقي
تمثل قصة فابيو فاسكيز نموذجًا لما يمكن أن يحدث حين تصطدم الرياضة بالسياسة، حيث تتحول رحلة مشجع عادي إلى ملف إداري معقد، ويتحول الحلم الرياضي إلى تجربة مريرة بسبب رفض تأشيرة دخول أمريكا.