في خطوة تؤكد التزام الصومال المستمر بالمشاركة الفعالة في المبادرات الصحية الإقليمية والدولية، شارك وزير الصحة والرعاية الاجتماعية الصومالي، الدكتور علي حاجي آدم، في مؤتمر إقليمي رفيع المستوى عُقد في جنيف، سويسرا، لبحث سبل القضاء على شلل الأطفال في الصومال وشرق المتوسط .
حضور فاعل للصومال في مبادرة عالمية حاسمة
انعقد المؤتمر بحضور وزراء صحة وممثلي منظمات أممية ودولية من مختلف الدول المتضررة أو المعنية بالقضاء على شلل الأطفال في الصومال، حيث مثّل الوزير الصومال في الجلسات الرئيسية التي ناقشت التحديات والمخاطر القائمة أمام استئصال الفيروس بشكل نهائي. وأكد الوزير في كلمته على التزام الحكومة الصومالية التام ببرنامج التطعيم الوطني، وعلى الجهود الكبيرة المبذولة للوصول إلى الأطفال في المناطق النائية والضعيفة أمنياً رغم التحديات الأمنية.
كما شدد على أهمية التعاون مع الشركاء الدوليين مثل منظمة الصحة العالمية واليونيسف والجهات المانحة، وأكد أن نجاح حملات القضاء على شلل الأطفال في الصومال يتطلب دعماً فنياً وماليًا طويل الأمد، خاصة في ظل التحديات المتعلقة بضعف البنية التحتية وتكرار النزوح الداخلي.
الصومال والتحديات الصحية المتقاطعة
لا يخفى على أحد أن القضاء على شلل الأطفال في الصومال لا يمكن فصله عن السياق الصحي العام في البلاد. فالصومال، الذي يواجه أزمة إنسانية متعددة الأبعاد بسبب النزاعات والفقر والجفاف، يجد نفسه أمام تحدٍ كبير في تأمين تغطية صحية شاملة وبرامج تطعيم فعالة في ظل ضعف التمويل وتشتت السكان. وتطرق الوزير خلال المؤتمر إلى هذا الواقع، منوهًا بضرورة اعتماد استراتيجيات مرنة وتشاركية للوصول إلى المجتمعات المحلية، خاصة مع انتشار حملات التضليل ضد اللقاحات في بعض المناطق.
وأشار إلى نجاح وزارة الصحة في تنفيذ عدد من حملات التطعيم الوطنية في الأشهر الأخيرة رغم التحديات، ما يعكس الإرادة القوية للكوادر الصحية والدعم الشعبي المتزايد.
على هامش المؤتمر، عقد الوزير لقاءات ثنائية مع مسؤولين من منظمة الصحة العالمية، وكذلك ممثلين عن برامج مكافحة شلل الأطفال في كل من قطر وكندا، حيث تم التباحث حول زيادة الدعم الفني واللوجستي للصومال، وتوسيع نطاق الحماية ضد الفيروس في المخيمات والمناطق المهمشة.
وقد أعربت الجهات الدولية عن تقديرها للجهود الصومالية في مجال الوقاية والتطعيم، خاصة بعد انخفاض معدلات الإصابة بنسبة كبيرة خلال العامين الماضيين، رغم الظروف المعقدة. كما تم الإعلان عن خطة جديدة لدعم الصومال في بناء شبكة مراقبة وتسجيل أكثر فعالية، تساهم في الكشف المبكر عن الحالات وتعزيز استجابة الطوارئ.
القضاء على شلل الأطفال..التحدي الأكبر والهدف الأسمى
يمثل القضاء على شلل الأطفال في الصومال أولوية وطنية وصحية قصوى، تتطلب تضافر جهود محلية ودولية لضمان مستقبل صحي آمن للأطفال الصوماليين. وفي ظل عودة الفيروس في بعض الدول المجاورة، تتضاعف أهمية التعاون الإقليمي لتأمين المنطقة ككل.
واختُتم المؤتمر بتوصيات شاملة تُلزم الدول المشاركة برفع مستوى الالتزام السياسي والمالي للقضاء على الفيروس بحلول عام 2026، وهو الموعد المستهدف لإعلان العالم خاليًا من شلل الأطفال، بعد معركة دامت عقودًا.
تعرف المزيد على: ارتفاع أسعار الذهب في الصومال اليوم الأربعاء 4 يونيو 2025