تتزايد التوترات في منطقة الشرق الأوسط في ظل تصاعد حرب إيران وإسرائيل بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنفيذ هجوم عسكري على عدد من المنشآت النووية الإيرانية، ورد الفعل الإيراني الذي تمثل في التهديد بالرد والتوجه نحو موسكو لإجراء محادثات حاسمة.
وفي هذا السياق، قدّم خبراء عسكريون واستراتيجيون ثلاث سيناريوهات محتملة لمسار التصعيد الحالي في حرب إيران وإسرائيل، والتي باتت تتشابك مع مصالح دولية كبرى، في مقدمتها الولايات المتحدة وروسيا.
دعم عسكري روسي مباشر لإيران
أوضح الخبير العسكري المصري، اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير، أن تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، خلال مؤتمر طارئ، عكست بوضوح نية إيران في الرد، خاصة بعد ما وصفه الوزير بأن الولايات المتحدة “تجاوزت الخط الأحمر”. وأضاف عراقجي أن معاهدة حظر الانتشار النووي لم تعد ذات جدوى، وأعلن عن زيارة مرتقبة لموسكو.
ويرى اللواء أسامة أن إيران قد تلجأ إلى التعاون مع روسيا لتنفيذ رد عسكري كبير، يشمل استخدام صواريخ أورشنيك الروسية الفائقة السرعة أو مقاتلات شبحية روسية، بهدف استهداف مواقع إسرائيلية استراتيجية. كما أشار إلى إمكانية اعتماد إيران على معلومات استخباراتية دقيقة لتوجيه ضربات فعالة، في حال تطور المواجهة.
ضربات إيرانية ضد قواعد أمريكية
السيناريو الثاني المتوقع في حرب إيران وإسرائيل، بحسب الخبير المصري، يتمثل في توجيه ضربات إيرانية إلى قواعد أمريكية في المنطقة، ويُرجّح أن تلجأ طهران لهذا الخيار كرسالة ضغط على الحكومة الإسرائيلية، لإجبارها على التراجع ومنع تورط الولايات المتحدة بشكل أوسع في الحرب، خاصة إذا تعرضت قواتها لاستهداف مباشر.
تحرك دبلوماسي روسي في مجلس الأمن
أما السيناريو الثالث، فهو الأقل ترجيحًا لكنه يبقى مطروحًا، ويتمثل في لجوء روسيا إلى تحرك دبلوماسي في مجلس الأمن لاستصدار قرار يدين الهجمات على إيران، ويدعو إلى وقف حرب إيران وإسرائيل. إلا أن هذا السيناريو قد يُقابل برفض أمريكي باستخدام حق النقض “الفيتو”.
الموقف الروسي من حرب إيران وإسرائيل
في السياق ذاته، قال الخبير الأمني والاستراتيجي اللواء مروان مصطفى، إن روسيا حريصة على تجنب الدخول في مواجهة مباشرة مع الغرب في الوقت الراهن، رغم شراكتها الاستراتيجية مع إيران. وأوضح أن الدعم الروسي اقتصر حتى الآن على تزويد إيران بمنظومات دفاع جوي وصواريخ بديلة عن تلك التي دُمرت.
كما أشار إلى تحذيرات روسية سابقة للولايات المتحدة وإسرائيل من استهداف خبرائها في منشأة بوشهر النووية، وأنه يُعتقد أنهم قد أُجلوا قبل الضربات الأخيرة.
تعرف المزيد على: الحرس الثوري الإيراني يعلن هجومًا جديدًا بالمسيرات على إسرائيل
دعم سياسي وعسكري محدود
رجّح اللواء مروان أن تستمر موسكو في دعم طهران سياسيًا عبر إدانة الضربات في مجلس الأمن، مع دعم عسكري غير مباشر، دون تدخل ميداني مباشر، لتفادي التصعيد مع الولايات المتحدة. كما لمّح إلى احتمال تعاون روسي صيني لإدانة الاعتداءات، لكنه أكد أن أي مشروع قرار في هذا الإطار قد يُجهضه الفيتو الأمريكي.