في خطوة أمنية تُعد من أبرز إنجازات الحرب على الإرهاب في الصومال، أعلنت السلطات مقتل قائد بارز في حركة الشباب خلال عملية نوعية نفذتها القوات الحكومية، ما يمثل انتصارًا جديدًا في المعركة ضد الجماعة المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة. العملية التي نُفذت بدقة عالية، وجهت ضربة موجعة للتنظيم الذي طالما أرهب السكان ونفذ هجمات دامية في قلب العاصمة مقديشو.
ضربة جوية تسفر عن مقتل قائد بارز في حركة الشباب
أعلنت وكالة الاستخبارات والأمن الوطني الصومالية (NISA) أن القوات الخاصة نفذت بالتنسيق مع الشركاء الدوليين ست ضربات جوية مركزة في منطقة “إل حريري” التابعة لإقليم هيران وسط الصومال. وأكدت أن هذه العملية النوعية أسفرت عن مقتل 45 عنصراً من حركة الشباب، بينهم قيادات ميدانية، وأبرزهم مسؤول عن هجمات الهاون التي استهدفت العاصمة مقديشو منذ عام 2023.
تفاصيل العملية العسكرية في إقليم هيران
العملية العسكرية انطلقت ظهر الثلاثاء واستمرت حتى صباح الأربعاء، مستهدفة تجمعات ومخابئ لحركة الشباب عبر طائرات مسيّرة حديثة. وذكرت المصادر أن القائد البارز قُتل في منطقة سابييب، الواقعة في شبيلي السفلى، وهي إحدى أهم المناطق التي تستخدمها الحركة كنقطة انطلاق للهجمات على العاصمة والمناطق الحكومية.
تداعيات مقتل قائد بارز في حركة الشباب على المعركة الأمنية
يُعتبر مقتل قائد بارز في حركة الشباب خسارة كبيرة للتنظيم، إذ كان مسؤولاً عن تنسيق عدة عمليات إرهابية. وتأتي هذه الضربة في إطار جهود الحكومة الصومالية المدعومة دوليًا لتفكيك شبكات القيادة والسيطرة داخل التنظيم. ويُتوقع أن يؤدي هذا التطور إلى إرباك التنظيم مؤقتًا، مما يمنح القوات الحكومية وقتًا إضافيًا للتقدم الميداني.
موقف الحكومة الصومالية بعد العملية النوعية ومقتل قائد بارز في حركة الشباب
رحبت الحكومة الصومالية بالعملية، ووصفتها بأنها دليل على تنامي قدرات الجيش الوطني وأجهزة الاستخبارات. وأكد بيان رسمي أن “القضاء على القادة الميدانيين لحركة الشباب يُعد أحد أهم أهداف الحملة الأمنية المستمرة منذ 2022”. كما شددت الحكومة على استمرار هذه العمليات حتى تطهير كامل الأراضي الصومالية من الجماعات الإرهابية.
تعكس العمليات الجوية الأخيرة، ومنها مقتل قائد بارز في حركة الشباب، فعالية التعاون بين الجيش الصومالي وقوات التحالف الدولي، خاصة القوات الأمريكية وأفريكوم. وتُظهر هذه العمليات تغيرًا في الاستراتيجية الأمنية من الاعتماد على المواجهات المباشرة إلى الضربات الذكية والمباغتة.
تنسيق أمني متقدم بين الحكومة وشركائها
تشير المعطيات الميدانية إلى أن العمليات الأخيرة لم تكن ممكنة لولا التنسيق الوثيق بين الحكومة الفيدرالية الصومالية وشركائها الدوليين في مكافحة الإرهاب، وعلى رأسهم الولايات المتحدة عبر قيادة “أفريكوم”، وقوات الاتحاد الإفريقي. هذا التنسيق يشمل تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتدريب الوحدات الخاصة، واستخدام تقنيات الرصد الجوي والطائرات المسيرة.
انعكاسات ميدانية على نشاط الحركة
قتل 45 عنصرًا من الحركة، بينهم مقتل قائد بارز في حركة الشباب يُعتبر تطورًا استراتيجيًا قد يضعف قدرات التنظيم في المناطق الوسطى، وخاصة إقليم هيران. ومن المتوقع أن يؤثر هذا على قدرة “الشباب” في تنفيذ هجمات انتقامية أو التخطيط لتوسعات عسكرية جديدة، ما يمنح القوات الحكومية فسحة لمزيد من السيطرة الميدانية.
تحليل استراتيجي: استهداف القيادة لا العناصر فقط
التركيز الواضح في هذه العمليات على قادة الصف الأول بحركة الشباب يعبّر عن تغيير في العقيدة العسكرية للحكومة الصومالية. إذ لم تعد الغاية فقط استهداف خلايا المسلحين، بل ضرب البنية القيادية والعمود الفقري للتنظيم، بما يُفقده قدرته على الإدارة والتجنيد والتخطيط.
سكان المناطق المستهدفة مثل “إل-حريري” و”سابيب” أبدوا ارتياحهم بعد تحييد عناصر حركة الشباب، مؤكدين أن وجود المسلحين كان يشكل تهديدًا مباشرًا لحياتهم. وتشير تقارير محلية إلى عودة بعض العائلات المهجرة إلى منازلها عقب العمليات، ما يدل على تحسن تدريجي في الوضع الأمني.
التحديات القادمة في مواجهة الإرهاب
رغم النجاحات الأخيرة، لا تزال التحديات قائمة، أبرزها إعادة بسط نفوذ الدولة في المناطق المحررة، وملء الفراغ الإداري، وتثبيت الاستقرار عبر مشاريع تنموية وخدمات أساسية. كما يتطلب الوضع دعمًا دوليًا أكبر لتأمين الاستمرارية العسكرية واللوجستية للعمليات ضد الجماعات المتطرفة.
تحذيرات أمنية واستعدادات مقبلة
رغم النجاح، تُحذر تقارير استخباراتية من محاولات انتقامية قد تنفذها الحركة كرد فعل على هذه الخسائر، مما يستوجب من القوات الأمنية البقاء في حالة تأهب قصوى. وتؤكد الحكومة التزامها بمواصلة العمليات وتكثيف الحملات الاستخباراتية في المناطق الوسطى والجنوبية.
تعرف المزيد على: التحضير للحوار الوطني في الصومال..خطوة لإعادة رسم المشهد السياسي وسط انقسامات داخلية