في خطوة تعكس التزام الصومال بتطوير قطاع التعليم وتعزيز شراكاته الدولية، شارك وزير التعليم في الحكومة الفيدرالية الصومالية، فارح شيخ عبد القادر، في اجتماع المجلس التنفيذي لـ الشراكة العالمية من أجل التعليم (GPE)، والذي عُقد مؤخرًا بمشاركة واسعة من ممثلي الدول والجهات المانحة والمنظمات الدولية.
تأتي هذه الشراكة العالمية من أجل التعليم في وقت حساس، حيث يواجه الصومال تحديات كبيرة في تطوير البنية التحتية التعليمية وتحسين جودة التعليم، ويُنظر لهذا الاجتماع كمنصة لتعزيز الدعم الدولي لخطة التعليم الوطنية الصومالية.
تأكيد على التزام الصومال بخطط إصلاح التعليم
في كلمته خلال الاجتماع، أكد وزير التعليم على أن الحكومة الصومالية تولي قطاع التعليم أولوية قصوى، مشيرًا إلى أن الخطة الوطنية لإصلاح التعليم تهدف إلى تحقيق تعليم شامل وعادل ومُنصف. وأوضح أن الدعم المقدم من الشراكة العالمية من أجل التعليم سيساعد في بناء المدارس وتدريب المعلمين وتحسين المناهج الدراسية، لا سيما في المناطق الريفية والمتأثرة بالنزاعات.
وذكر الوزير أن جهود الصومال تنصب أيضًا على تعزيز فرص تعليم الفتيات والحد من التسرب المدرسي، مشددًا على أهمية استمرار التعاون مع الشركاء الدوليين من أجل استدامة هذه الإنجازات.
الشراكة العالمية من أجل التعليم ودورها في دعم البلدان الهشة
تعد الشراكة العالمية من أجل التعليم من أبرز المبادرات العالمية التي تركز على دعم الدول منخفضة الدخل أو الخارجة من نزاعات، لمساعدتها في بناء أنظمة تعليم قوية وشاملة. وقد أدرجت الصومال منذ سنوات ضمن قائمة البلدان المؤهلة للحصول على دعم من المبادرة، لما تواجهه من تحديات كبرى مثل النزوح الداخلي، والفقر، والصراعات المسلحة.
وقد حصلت الصومال سابقًا على منح تمويلية من GPE مكّنتها من إعادة فتح مدارس مغلقة، وإنشاء برامج لتعليم الفتيات والأطفال النازحين، ودعم معاهد تدريب المعلمين.
نحو تعليم مستدام وشامل في الصومال
مشاركة الوزير الصومالي في هذا الاجتماع الدولي تمثل خطوة استراتيجية ضمن الجهود المبذولة لتعزيز الحضور الدولي للصومال، والاستفادة من الفرص التمويلية لتحسين التعليم الوطني. وبالرغم من التحديات، فإن التوجه نحو التعاون الدولي، وتبني سياسات تعليم مرنة وشاملة، يعكس إرادة حقيقية لدى الحكومة الصومالية للنهوض بالقطاع التعليمي.
ويتطلع المواطنون الصوماليون إلى رؤية أثر جهود الشراكة العالمية من أجل التعليم على أرض الواقع، خاصة مع استمرار الأزمة الإنسانية، وضرورة أن يصبح التعليم أداة للخروج من الفقر وبناء مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.
تعرف المزيد على: “صوت شات جي بي تي” يقترب من الواقعية البشرية: ثورة جديدة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي