في عامٍ كانت فيه الابتكارات التكنولوجية هي المحرّك الرئيسي للثروات، نجح مارك زوكربيرغ، مؤسس شركة ميتا العملاقة، في تعزيز مكانته كأحد أكبر المليارديرات عالميًا، بعدما أضاف إلى ثروته أكثر من 73 مليار دولار منذ بداية 2025، ليصبح بذلك رابع أغنى شخص في العالم بثروة تبلغ 201 مليار دولار.
تعود هذه القفزة الكبيرة إلى الأداء اللافت لأسهم “ميتا”، التي ارتفعت بنسبة تتجاوز 60% بفضل مشاريعها الناجحة في مجالات الذكاء الاصطناعي والميتافيرس، خاصة إطلاق نظارات الواقع المعزز الجديدة “أوريون”، وتوسيع نطاق أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها مثل “ميتا AI” في واتساب وإنستغرام وفيسبوك.
الاستثمار في المستقبل الرقمي: ميتا تقود ثورة الذكاء الاصطناعي
تحت قيادة مارك زوكربيرغ، تبنّت شركة ميتا استراتيجية طويلة المدى تعتمد على الذكاء الاصطناعي كجوهر لتطوير المنصات الرقمية. أطلقت الشركة نموذج “Llama 3” للذكاء الاصطناعي، الذي دخل بقوة في سباق المنافسة مع نماذج من غوغل وأوبن أي آي، وتم دمجه في مختلف خدمات ميتا.
هذا التوجه الجديد لم يكن مجرد استثمار تقني، بل إعادة هيكلة عميقة لطريقة عمل الشركة، حيث شكّل الذكاء الاصطناعي محورًا لكل الخدمات، من تحسين تجربة المستخدم إلى إدارة المحتوى والإعلانات، وحتى تطوير الأدوات المساعدة للمطورين وصنّاع المحتوى.
وبالإضافة إلى ذلك، دعمت “ميتا” توجهها بطرح نظارات الواقع المعزز “Ray-Ban Meta” التي جذبت أنظار المستخدمين بتصميمها العملي وقدرتها على تنفيذ أوامر صوتية ذكية، وتصوير الفيديوهات ومشاركتها مباشرة.
في مواجهة العمالقة: هل ينافس مارك زوكربيرغ ماسك وبيزوس في القمة؟
رغم أن إيلون ماسك ما زال يتصدّر قائمة أثرياء العالم بثروة تقدر بـ421 مليار دولار، إلا أن زوكربيرغ تفوّق على منافسيه في معدل نمو الثروة هذا العام. وبحسب مؤشر بلومبرغ للمليارديرات، فقد كانت زيادة ثروة زوكربيرغ في 2025 هي الأعلى بين كل المليارديرات الكبار، متجاوزًا جيف بيزوس وبرنار أرنو.
ويرى محللون أن زوكربيرغ لم يعد فقط رجل أعمال محظوظًا في سوق التكنولوجيا، بل أصبح يمثل تحولًا استراتيجيًا ناجحًا في صناعة المستقبل الرقمي. إن تركيزه على الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز، مع تراجع الاعتماد الكلي على الإعلانات التقليدية، أعطى شركته دفعة استثنائية.
كما أظهرت بيانات السوق أن ميتا تفوقت هذا العام على العديد من منافسيها في مؤشر ناسداك، وهو ما عزّز من ثقة المستثمرين بها وأدى إلى تدفق رؤوس أموال جديدة إليها.
زوكربيرغ يعيد تعريف الثروة في عصر الذكاء الاصطناعي
في ظلّ التحولات الاقتصادية العالمية والتوجه المتزايد نحو الرقمنة، يُعد مارك زوكربيرغ نموذجًا حديثًا للملياردير التكنولوجي الذي يبني ثروته على الابتكار والاستباقية. فبدلاً من الاعتماد على استثمارات تقليدية أو المراهنة على الأسواق، أسّس استراتيجيته على بناء منظومة متكاملة من الخدمات الذكية.
ويشير خبراء اقتصاديون إلى أن زوكربيرغ لا يكتفي بجني الأرباح من الأدوات الرقمية، بل يسعى لتشكيل بيئة رقمية كاملة تعتمد على تقنيات ميتا، من الذكاء الاصطناعي إلى الواقع الممتد. وهذا ما يفسر توجهه لدمج أدواته في الأجهزة الذكية والنظارات والهواتف والتطبيقات اليومية.
في النهاية، يبدو أن مارك زوكربيرغ لا ينافس فقط على صدارة قوائم الثراء، بل أيضًا على تشكيل مستقبل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
تعرف المزيد على: عيد الأضحى في الصومال..تهنئة رسمية وإشادة بتضحيات الأبطال