في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة الصومالية حربها ضد الإرهاب، أُحبطت محاولة جديدة من تنظيم «حركة الشباب» لاستهداف مناطق استراتيجية بوسط البلاد، مما يعكس يقظة القوات الحكومية وقوى المقاومة الشعبية. يكشف هذا التقرير تفاصيل العملية العسكرية، وردود الفعل الرسمية، وتداعيات فشل هذا الهجوم على الجماعة المسلحة.
إحباط هجوم إرهابي في شبيلي الوسطى
نفذت قوات المقاومة الشعبية بالتعاون مع القوات الحكومية الصومالية، مساء الإثنين، عملية عسكرية محكمة استهدفت عناصر من ميليشيات «حركة الشباب» المعروفة محليًا بـ«ميليشيا الخوارج»، أثناء تجمعهم في منطقة مقكوري بمحافظة هيران، على مقربة من منطقة آدم يبال، إحدى النقاط الحساسة بوسط الصومال.
ووفقًا لما نشرته وكالة الأنباء الصومالية، فإن القوات تمكنت من إفشال الهجوم الذي كانت الجماعة تخطط لتنفيذه في المنطقة، عبر رصد تحركاتهم والتدخل بشكل استباقي قبل تنفيذ المخطط. وأسفرت العملية عن مقتل عدد من الإرهابيين، فيما لم يتم حتى الآن الإعلان عن الحصيلة النهائية للخسائر.
وأكد الضباط الذين قادوا العملية أن العناصر الإرهابية تكبدت خسائر فادحة، وتم تعطيل خطتهم قبل الوصول إلى أهدافهم، في إطار استراتيجية موسعة للقوات الصومالية لحماية المناطق الحيوية من أي اختراقات أمنية.
عمليات مستمرة ضد «حركة الشباب»
لم تكن هذه العملية منفصلة عن السياق الأمني العام، حيث أعلنت قيادة الفرقة 60 في الجيش الوطني الصومالي الأسبوع الماضي عن مقتل أكثر من 35 عنصراً من «حركة الشباب»، في عملية عسكرية نوعية جرت بالقرب من بلدة دينوناي في إقليم باي جنوب غربي البلاد.
وأشار البيان الصادر عن الفرقة إلى إصابة أكثر من 60 مسلحًا آخرين خلال العملية، التي نفذتها القوات الحكومية ضمن حملة موسعة لتأمين المناطق الريفية التي تشهد نشاطًا متزايدًا للجماعة المسلحة.
وفي تصريح للعقيد حسن علي سنويني، قائد الكتيبة الثامنة في الفرقة 60، أوضح أن العملية استهدفت تجمعًا لعناصر الجماعة، وتمكنت القوات من تنفيذ الهجوم بنجاح، مما أسفر عن وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المسلحين.
وأضاف أن الجيش الوطني يواصل ملاحقة من تبقى من المتمردين الذين فروا من الموقع بعد الهجوم، مؤكدًا أن الحملة لن تتوقف حتى تطهير البلاد من فلول الإرهاب.
تواصل «حركة الشباب»، المرتبطة بتنظيم القاعدة، تنفيذ هجمات متفرقة داخل الأراضي الصومالية، في محاولة لإضعاف الدولة والسيطرة على مناطق جديدة، لكنها تواجه تصعيدًا عسكريًا كبيرًا من قبل الجيش الصومالي بدعم من شركاء دوليين.
وبالرغم من أن الجماعة قد سيطرت لفترات وجيزة على بعض القرى، فإن الحكومة استعادت زمام المبادرة في معظم الجبهات، كما كثفت من عملياتها الاستخباراتية والعسكرية، بما في ذلك الضربات الجوية والكمائن المباغتة.
وتسعى «حركة الشباب» منذ عام 2007 إلى إسقاط الحكومة المركزية في مقديشو، وإقامة حكم متشدد قائم على تفسيراتها الخاصة للشريعة الإسلامية، إلا أن الخطط الحكومية المدعومة إقليميًا ودوليًا تضيق الخناق على تحركاتها وتقلل من قدرتها على التوسع.
الجهود الأمنية الحالية تؤكد أن الصومال عازم على مواصلة معركته ضد الإرهاب حتى اجتثاث جذوره، وهو ما يتطلب استمرار دعم المجتمع المحلي والدولي. فإفشال الهجمات مثل الذي وقع في مقكوري ليس فقط انتصارًا عسكريًا، بل أيضًا رسالة قوية تؤكد أن الشعب الصومالي لن يسمح بعودة الفوضى ولا بانهيار مؤسسات الدولة.
ويشكل التعاون بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية حجر الأساس في هذه المواجهة، إلى جانب تعزيز قدرات الاستخبارات والتجهيزات اللوجستية. في المقابل، تبقى الحاجة ملحة لمعالجة الأسباب الاجتماعية والاقتصادية التي تستغلها الجماعة لتجنيد الأفراد، كجزء من نهج شامل للقضاء على الإرهاب.
تعرف المزيد على: العلاقات الإماراتية الصومالية تؤكد متانة الروابط التاريخية بين البلدين