في شبكة معقدة من المصالح الإقليمية والأيدولوجيات المعادية للغرب، يتبلور تحالف الحوثيين والشباب غير مألوف بين حركة الحوثي اليمنية وتنظيم الشباب الصومالي، ما يثير قلقًا متزايدًا حول توفير أسلحة متطورة وتعزيز نشاطات إرهابية تُهدد الملاحة الدولية وسلامة المجتمعات الإفريقية.
خلفيات تحالف الحوثيين والشباب
قالت تقارير استخباراتية أمريكية إن الحوثيين في اليمن يمدّون تنظيم الشباب بأسلحة متقدمة ومعلومات تقنية، في ظل تنسيق يتضمن تبادل المصالح الأمنية ضد الولايات المتحدة وضد إسرائيل.
وقد أشار وزير صومالي إلى أن هذه “الشراكة تستهدف نقل أدوات ما بعد حديثة مثل أجهزة تفخيخ تحكمها الهواتف” ، مما يرفع من قدرات التنظيم على الهجوم وتنفيذ عمليات أكثر تناغمًا مع التهديدات البحرية والبرية.
يمتد تحالف الحوثيين والشباب إلى ما وراء دعم الحوثيين المباشر، حيث لعبت إيران عبر فيلق القدس دور الوسيط، مما يضفي طابعًا جيوسياسيًا خارجيًا غاية في الاستغلال . ويُذكر أن شبكات تهريب الأسلحة نشطة من اليمن إلى الصومال عبر سلطات بحرية، ويتم تمويل ذلك عبر أنظمة «هوا لاهو» وشركات قشرة في دول مثل جيبوتي
تأثيرات أمنية استراتيجية
تُربك علاقة تحالف الحوثيين والشباب الخريطة الأمنية في المنطقة، إذ تملك حركة الشباب الآن القدرة على تهديد الملاحة في مضيق باب المندب وخطوط التجارة الملاحية في البحر الأحمر . وقد أدى تعاون الجماعة مع قراصنة صوماليين إلى إعادة انتشارهم في المياه الدولية، ما شكل مصدر قلق متزايد للمجتمع الدولي.
يُعد التعاون المفترض بين الحوثيين وتنظيم الشباب تهديدًا يتجاوز الإطار التقليدي للإرهاب، إذ تشير تحليلات أمنية إلى أن الحوثيين قد يزوّدون الجماعة الصومالية بتقنيات مُتقدمة تم اختبارها في النزاعات اليمنية، مثل الطائرات المسيّرة المعدّلة وأجهزة الاتصالات المشفرة. ويؤكد التقرير الصادر عن معهد الدراسات الأمنية أن هذا التعاون يمكن أن يمنح الشباب قدرات غير مسبوقة لمهاجمة الأهداف الحيوية، بما فيها قواعد عسكرية ومقار دبلوماسية.
التحالف العابر للحدود يثير قلق السواحل الإفريقية
تزداد المخاوف الأمنية في منطقة القرن الإفريقي من تداعيات هذا التقارب، لا سيما على ضوء تقارير تشير إلى أن الموانئ الضعيفة الرقابة في الصومال باتت تُستخدم كنقاط تهريب للأسلحة القادمة من اليمن، برعاية إيرانية محتملة. ويرى مراقبون أن هذا الوضع يُهدد الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، ويعزز من قدرة الجماعات المتطرفة على زعزعة استقرار الحكومات المحلية.
الحاجة إلى رد إقليمي موحد
في ظل تنامي التحالفات بين الجماعات المسلحة العابرة للحدود، يبرز دور التعاون الإقليمي كضرورة قصوى لمواجهة التهديدات المتشابكة. وتدعو التحليلات إلى تطوير استراتيجية أمنية مشتركة بين دول شرق إفريقيا، بدعم من الشركاء الدوليين، للتصدي لشبكات التهريب والتقنيات الإرهابية الجديدة. كما أن دور المنظمات الإقليمية مثل الإيغاد والاتحاد الإفريقي يُصبح حاسمًا في ظل تصاعد هذا النوع من التهديدات المعقدة.
تحالف الحوثيين والشباب المترابط والمتفرع من الجنوب إلى الشمال قد يقوض جهود محاربة الجماعات الإرهابية في الصومال ويفرض تهديدا إقليما بدلًا من تهديد محلي. ويحمّل التهديد الدولي مسؤوليات إضافية على التحالف الدولي والإقليمي للعمل العسكري والاستخباراتي، مع تشديد الحاجة لتعاون استخباراتي وتقني بين الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن.
إن تحالف الحوثيين والشباب يرتكز على مصالح مشتركة في الصناعات الحربية وتهريب الأسلحة، ويُثير قلقًا متزايدًا حول خططه التفجيرية وقدرته على تغيير قواعد اللعبة الأمنية الإقليمية. لم يعد الصراع محليًا بين الدول الفاشلة والجماعات الإرهابية، بل تحوّل إلى صراع نفوذ مسلح يخاطب اللاعبين العالميين والإقليميين على حدٍ سواء. يتطلب التصدي لهذه التهديدات تفعيل جبهة أمنية متماسكة تجمع بين مكافحة الإرهاب وتعزيز رقابة الحدود البحرية.
تعرف المزيد على: وزير الخارجية الصومالي يلتقي الطلاب في تشانغشا: إشادة بالتمثيل المشرف وتعزيز لروابط الوطن في الخارج