في فعالية تلقّى فيها الطلاب أكثر من ورقة امتحان، عبّر رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري عن حماسه الكبير لانطلاق امتحانات الثانوية العامة، معزّزًا رؤية حكومته لتطوير التعليم الثانوي في المناطق المحررة بالصومال من الجماعات المتشددة.
39ألف طالب وطالبة في امتحانات الشهادة الثانوية
تُعد امتحانات الشهادة الثانوية علامة فارقة في حياة أكثر من 39 ألف طالب وطالبة ينتمون إلى مختلف الأقاليم الصومالية، حيث طُبعت أوراقهم ووزعت على لجان مختلفة بتعاون بين الأجهزة الحكومية وفِرق الأمان.
رئيس الوزراء شدّد مرتين خلال كلمته على ضرورة تطوير التعليم الثانوي في المناطق المحررة بالصومال، مما يعكس قدرة الحكومة على استخدام التربية كأداة استراتيجية لإعادة البناء والاستقرار.
حضور أكثر من 39 ألف طالب يدلّ على حجم الرهان الوطني على التعليم، الذي يُعد عنصرًا محوريًا لإنعاش القوى البشرية في الدولة.
لبقاء تطوير التعليم الثانوي في المناطق المحررة بالصومال في قمة الأولويات، أعلن حمزة عبدي بري أن الحكومة ركّزت ووقّعت في الفترة الماضية على جمل من الإجراءات، من بينها إيصال خدمات التعليم إلى تلك المناطق التي تحررت مؤخرًا من حركة الشباب المتشددة.
هذا الإنجاز يمثّل تحولًا نوعيًا في ملف الإصلاح التعليمي، ويُعد خطابًا واضحًا بأن لا إمكانات لمجتمعات تُتعرض حتى لمخاطر الأمن قبل انتشار التعليم.
الحكومة لم تكتفِ فقط بالتأكيد الإعلامي، بل سعت فعليًا إلى تعديل المناهج، واجتذاب المعلمين، وضبط البنية التحتية للمدارس في تلك المناطق.
كل ذلك بهدف الوصول إلى بيئة تعليمية سليمة ومتاحة لجميع الطلاب، بعيدًا عن التركيز فقط على المدن الرئيسة.
من جهة الأمان، نوّه رئيس الوزراء بالدور البطولي الذي قام به قوات الأمن في تأمين مراكز الامتحانات في كل الأقاليم، مؤكدًا أن شحن أوراق الإجابات للوصول للمناطق النائية تم باستخدام مروحيات عسكرية مدنية، وذلك حفاظًا على مبدأ عدالة الفرص لكل طالب.
دور الدولة في تأمين الامتحانات
وقد أثنى بري على هذا الجهد قائلاً إن الدولة أثبتت جدارة في تأمين الامتحانات، وهو ما ظهر واضحًا بعد خلو سيرها من أي حوادث أمنية أو اعتراضات منذ صباح اليوم.
هذا يمثل سابقة أمنية نوعية تساهم في رفع معنويات الطلاب والجهات الإشرافية، وتوطيد ثقة الشارع الصومالي في قدرات الحكومة على حماية خططها التعليمية الإصلاحية.
في الأسبوعين الأخيرين، تلقّى الوزراء أيضًا مجموعة من التقارير الفعلية التي تُظهر أرقامًا أُخِذت بعين الاعتبار: أكثر من 39 ألف طالب شاركوا في الامتحانات، ما يشير إلى توسّع التصاق المناهج باحتياجات إعادة إعادة التعليم في المناطق المحررة، نتيجة لخطة حكومية اعتمدت على تطوير التعليم الثانوي في المناطق المحررة بالصومال.
وقد صرح بري بأن كل تقييم أو جرد حكومي بهذا الشأن أظهر أن جودة المنشآت والمبادئ الدراسية احتاجت ترتيبًا دقيقًا، وضعت له الحكومة جملة من القرارات خلال الأشهر الماضية.
التطلّع المرحلي هو الوصول لمرحلة لاحقة من تطوير التعليم الثانوي في المناطق المحررة بالصومال، تشمل دعمًا للمناهج الفنية والمهنية، وربط شبكة المدارس الثانوية بمراكز تدريب مجتمعية، لتمكين الشباب من مهارات أساسية بعد التخرج، تُساعدهم في القرى والمدن على المساهمة في الحياة الاقتصادية.
تصريح بري أشار إلى أن الامتحانات ليست نهاية وإنما محطة نحو بيئة تعليمية شاملة، من شأنها أن ترفع الصمود المجتمعي وتحسّن مؤشر التنمية البشرية.
ختامًا، يمكن القول إن انطلاق الامتحانات هذا العام حَمَل رسالة وطنية مهمة: أن الصومال قادرة على تحويل مناطقها المحررة إلى فضاءات أمنية تعليمية، وأن الحكومة تولي تطوير التعليم الثانوي في المناطق المحررة بالصومال أولوية حاسمة لإعادة إنتاج الجيل الجديد.
تعرف المزيد على: الصومال والمملكة المتحدة..شراكة جديدة لإعمار المستقبل