في تصعيد لافت للحملة الأمنية، أعلنت وكالة الاستخبارات والأمن القومي الصومالية (NISA) عن تنفيذ سلسلة من العمليات العسكرية ضد حركة الشباب المركزة خلال الأيام الماضية، استهدفت مواقع حيوية تابعة لحركة الشباب في منطقتي هيران وشبيلي السفلى.
وأسفرت هذه العمليات عن مقتل ما لا يقل عن 45 عنصرًا إرهابيًا، من بينهم قيادي بارز في الحركة مسؤول عن إطلاق هجمات هاون متكررة على العاصمة مقديشو منذ عام 2023، ما يمثل ضربة قوية للقدرات القتالية للمجموعة المتطرفة.
تفاصيل العمليات العسكرية ضد حركة الشباب
بحسب البيانات الصادرة عن NISA، تم تنفيذ ست ضربات جوية دقيقة باستخدام طائرات بدون طيار في منطقة “إل حريري” الواقعة في إقليم هيران. هذه المنطقة كانت تُستخدم كنقطة تجمع رئيسية لمسلحي حركة الشباب، وكمركز لوجستي لتخزين الأسلحة والتخطيط للعمليات الإرهابية. وقد أدت الغارات إلى تدمير البنية التحتية لتلك المواقع، وقتل عدد كبير من المسلحين، مما يعكس دقة التخطيط والتنفيذ من قبل القوات الأمنية الصومالية.
العملية الثانية نُفذت بالقرب من منطقة “سابيب” في إقليم شبيلي السفلى، وأسفرت عن مقتل القيادي البارز بالحركة، والذي يُعد أحد العقول المدبرة لهجمات إرهابية أودت بحياة مدنيين وعسكريين على حد سواء. وتأتي هذه العملية بعد أشهر من الرصد والمتابعة الاستخباراتية لتحركات هذا القائد، الذي كان يشرف على تدريب المجندين الجدد داخل معسكرات الحركة.
وفي تعليق للمسؤول الأمني أحمد محمود، أكد أن “العمليات العسكرية ضد حركة الشباب في الصومال تُنفذ بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة وتعاون ميداني متكامل بين مختلف الأجهزة الأمنية الصومالية والدولية، مما يجعل هذه الضربات أكثر فاعلية وتأثيرًا على بنية التنظيم.” وأضاف أن استهداف القيادات العليا يُعد إستراتيجية محورية في إضعاف قدرة التنظيم على إعادة تنظيم صفوفه.
ترحيب شعب مقديشو بالعمليات العسكرية
في الوقت ذاته، شهدت العاصمة مقديشو ترحيبًا شعبيًا واسعًا بالعمليات العسكرية ضد حركة الشباب، حيث عبّر مواطنون وناشطون عن دعمهم المطلق للتحركات العسكرية الرامية إلى اجتثاث الإرهاب من جذوره. وأكد العديد منهم أن النجاحات الأمنية تعطي أملًا حقيقيًا في تحقيق الاستقرار والتنمية، خاصة في ظل استمرار الحكومة الصومالية في تعزيز وجودها الميداني في المناطق المحررة من سيطرة المتطرفين.
من جانبها، أكدت الحكومة الفيدرالية أن العمليات العسكرية ضد حركة الشباب في الصومال لن تتوقف حتى القضاء التام على الجماعة المتطرفة. وأشارت إلى أن هذه النجاحات تُعد ثمرة للتنسيق الوثيق مع الشركاء الدوليين، بما في ذلك التحالفات الإقليمية التي تقدم دعمًا تقنيًا ولوجستيًا مهمًا للقوات الصومالية. كما شددت الحكومة على التزامها الكامل بإعادة تأهيل المناطق المحررة وتحسين الأوضاع الإنسانية فيها لمنع عودة التطرف.
في سياق متصل، دعا المراقبون إلى ضرورة مرافقة هذه العمليات العسكرية باستراتيجيات تنموية واجتماعية لمعالجة الأسباب الجذرية للتطرف، مثل الفقر، والبطالة، ونقص التعليم، خاصة في المناطق الريفية التي ظلت لفترة طويلة خارج نطاق سيطرة الدولة. إذ إن معالجة هذه العوامل تُعتبر من أبرز وسائل كسر دائرة التجنيد في صفوف حركة الشباب.
الرسالة الواضحة من هذه العمليات هي أن الدولة الصومالية بدأت مرحلة جديدة من الحسم في مواجهة التحديات الأمنية. ومع تزايد فاعلية العمليات العسكرية ضد حركة الشباب في الصومال، بات الطريق ممهّدًا نحو إعادة بناء الدولة وتحصينها من مخاطر التطرف والإرهاب.
تعرف المزيد على: الإرهاب وعدم الاستقرار: لحظة حاسمة للصومال، وفقًا لمقرر الأمم المتحدة