تواجه الصومال أزمة الصدمات المناخية في الصومال وهي تعد أزمة إنسانية متفاقمة نتيجة لتضافر الصدمات المناخية، مثل الجفاف والفيضانات، مع تخفيضات كبيرة في المساعدات الدولية. هذا التداخل يُشكل “عاصفة مثالية” تُهدد حياة الملايين وتُعيق جهود الاستقرار والتنمية في البلاد.
تأثيرات الصدمات المناخية في الصومال على السكان
تعرضت الصومال خلال السنوات الخمس الماضية لأسوأ موجة جفاف منذ أربعة عقود، تلاها فيضانات مدمرة. في منطقة بنادر، التي تشمل العاصمة مقديشو، تأثر حوالي 24,000 شخص بالفيضانات الأخيرة التي أودت بحياة ما لا يقل عن 17 شخصًا. يُعاني السكان من تدمير منازلهم وفقدان ممتلكاتهم، مما يزيد من معدلات النزوح والفقر.
نقص التمويل يعيق جهود الإغاثة
تُعاني المنظمات الإنسانية من نقص حاد في التمويل، حيث تم تمويل 12% فقط من الاحتياجات الإنسانية المقدرة بـ1.4 مليار دولار لعام 2025. تُشير المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، سارة كويفاس جاياردو، إلى أن الوضع قد يتدهور بسرعة، مع عدم وجود القدرة الكافية للاستجابة للاحتياجات المتزايدة.
تأثير الصدمات المناخية في الصومال على الأطفال والنساء
يُعاني الأطفال بشكل خاص من آثار الصدمات المناخية، حيث تُشير منظمة كير الدولية إلى وجود 1.8 مليون طفل دون سن الخامسة يُعانون من سوء التغذية الحاد، مع تعرض 479,000 منهم لخطر الموت دون تدخل عاجل. كما تُواجه النساء تحديات كبيرة في توفير الرعاية لأسرهن في ظل هذه الظروف الصعبة.
تخفيضات المساعدات الدولية تُفاقم الأزمة
أدت تخفيضات المساعدات الدولية، خاصة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، إلى تقليص البرامج الإغاثية الحيوية. تُشير التقارير إلى أن هذه التخفيضات تُعيق جهود المنظمات في تقديم الدعم الغذائي والصحي للمحتاجين، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.
الارتباط بين التغير المناخي والصراعات
تُحذر مجموعة الأزمات الدولية من العلاقة بين الصدمات المناخية في الصومال والصراعات المسلحة. تُسهم الصدمات المناخية في زيادة التوترات والنزاعات على الموارد، مما يُؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية في البلاد.
إغلاق المرافق الصحية يُهدد حياة الآلاف
تُخطط منظمة “أنقذوا الأطفال” لإغلاق أكثر من ربع المرافق الصحية والتغذوية التي تُديرها في الصومال بسبب نقص التمويل. في مدينة بيدوة، سيتم إغلاق جميع المرافق، مما يُعرض حياة الأطفال والنساء للخطر في ظل غياب الخدمات الأساسية.
شهادات من المتضررين من الصدمات المناخية في الصومال
تُعبر فاطمة، البالغة من العمر 25 عامًا، عن معاناتها بعد أن فرت من قريتها بسبب الجفاف وفقدان الماشية. تقول: “إذا لم نتمكن من الحصول على الأدوية ودعم التغذية هنا، فلن يكون لدينا خيار سوى رؤية أطفالنا يموتون أمام أعيننا”.
دعوات للتدخل الدولي العاجل
تُطالب المنظمات الإنسانية بزيادة الدعم الدولي للصومال لمواجهة الصدمات المناخية وتقديم المساعدات الضرورية. يُؤكد الخبراء على ضرورة الاستثمار في بناء القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية وتعزيز البنية التحتية والخدمات الأساسية.
تُواجه الصومال تحديات معقدة نتيجة لتداخل الصدمات المناخية مع الأزمات الإنسانية والأمنية. يتطلب الوضع استجابة شاملة تُركز على تقديم المساعدات العاجلة وبناء القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية لضمان مستقبل أكثر استقرارًا وأمانًا للسكان.
تعرف المزيد على: الإرهاب وعدم الاستقرار: لحظة حاسمة للصومال، وفقًا لمقرر الأمم المتحدة