في زمنٍ تتسابق فيه الدول لاستخدام الذكاء الاصطناعي في شتى المجالات، يبرز وجه آخر لهذه التكنولوجيا؛ وجه يحمل الأمل في إنقاذ ما تبقى من الحياة البرية. في تقرير حديث، سُلّط الضوء على مشروع علمي فريد يستخدم الذكاء الاصطناعي لحماية طائر “كرو الجبل الأخضر” المهدد بالانقراض شبه الكلي، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي.
الذكاء الاصطناعي: عين تراقب الحياة البرية
أحد أبرز التحديات التي تواجه العلماء في حماية الحيوانات المهددة بالانقراض هو تتبع مواقعها بدقة وسط البيئات الطبيعية الشاسعة والمعقدة. ولهذا الغرض، عمد فريق من الباحثين إلى تدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي للتعرف على أصوات الطائر النادر وتمييزها من بين آلاف الأصوات الطبيعية الأخرى.
تم استخدام أجهزة تسجيل مزوّدة ببرمجيات ذكية على مدار أشهر، مما ساعد الباحثين على تعقب مواقع التكاثر، والأنشطة اليومية للطائر. وبهذا، أمكن جمع بيانات دقيقة لم تكن ممكنة في السابق، مما ساهم في فهم أعمق لسلوك الطائر ومواطن ضعفه.
تحذيرات العلماء: فقدان الأنواع تهديد للبشرية
يشير علماء البيئة إلى أن فقدان أنواع نادرة كـ”كرو الجبل الأخضر” لا يؤثر فقط على التوازن البيئي المحلي، بل يمتد تأثيره إلى الأمن الغذائي والأنظمة الزراعية على المدى الطويل. ويرى الخبراء أن استخدام الذكاء الاصطناعي قد يكون طوق نجاة في هذه المرحلة الحرجة، لكنه لا يُغني عن الجهود التقليدية مثل حماية المواطن الطبيعية، والحد من الأنشطة البشرية الجائرة.
التقارير الحديثة تفيد أن ما لا يقل عن مليون نوع من الكائنات الحية حول العالم مهددة بالانقراض خلال العقود القادمة، بسبب تغير المناخ، وقطع الغابات، والتلوث.
ثورة بيئية صامتة.. ولكن فعالة
تُعد هذه التجربة إحدى أولى الحالات التي يُستخدم فيها الذكاء الاصطناعي في تتبع طائر بهذه الدرجة من الندرة. وقد أشادت منظمات بيئية دولية بالتجربة، داعية إلى تبنيها على نطاق أوسع، خصوصًا في مناطق مثل القرن الإفريقي، حيث التغيرات المناخية والنزاعات تُسرّع من انقراض الأنواع.
وتُظهر الأرقام أن استخدام الذكاء الاصطناعي في رصد الحياة البرية قلّص التكاليف بنسبة 60%، وزاد دقة المراقبة بنسبة 85%، مقارنة بالطرق التقليدية.
هل ننجح في إنقاذ ما تبقى؟
رغم الإنجازات المبشّرة، إلا أن المعركة لا تزال في بدايتها. الخبراء يطالبون بتكامل الجهود بين الحكومات، والمؤسسات البيئية، وشركات التكنولوجيا، لضمان مستقبل مستدام للأنواع المهددة.
إن توظيف الذكاء الاصطناعي في حماية البيئة ليس رفاهية تكنولوجية، بل ضرورة أخلاقية وبيئية في زمن تتسارع فيه وتيرة الانقراض الجماعي.
تعرف المزيد على: رئيس أرض الصومال يلتقي الرئيس الكيني ويفتتح مكتبًا تمثيليًا في نيروبي