في خطوة تعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، جددت الجزائر دعمها الكامل لاستقرار الصومال، مؤكدة حرصها على تعزيز التعاون البرلماني بين الجزائر والصومال. جاء ذلك خلال استقبال رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري، إبراهيم بوغالي، لرئيس البرلمان الصومالي آدم محمد نور مدوبي، بمقر المجلس في العاصمة الجزائرية.
وأكد بوغالي أن استقرار الصومال يمثل حجر الزاوية في استقرار المنطقة العربية بأكملها، مشددًا على أن الجزائر تضع استقرار هذا البلد الشقيق في صلب أولوياتها. كما عبّر عن استعداد الجزائر لتقاسم تجربتها الرائدة في مكافحة الإرهاب مع الصومال، في إطار دعم التعاون البرلماني بين الجزائر والصومال.
وأشاد بوغالي بمستوى التنسيق والتواصل بين المؤسستين التشريعيتين، مثمنًا مشاركة الوفد الصومالي الفاعلة في المؤتمر البرلماني العربي الثامن والثلاثين. وأكد أن تطوير آليات التعاون البرلماني بين الجزائر والصومال سيسهم في تعزيز المصالح المشتركة ودعم العمل العربي المشترك.
أهداف التعاون البرلماني بين الجزائر والصومال
من جانبه، أعرب رئيس البرلمان الصومالي عن تقديره لحفاوة الاستقبال والتنظيم المتميز للمؤتمر، مشيرًا إلى رغبة بلاده في توسيع آفاق التعاون مع الجزائر في مختلف المجالات، وعلى رأسها الأمن ومكافحة الإرهاب. كما كشف عن زيارة حكومية مرتقبة للجزائر سيتم خلالها توقيع بروتوكول تعاون لتعزيز التعاون البرلماني بين البلدين.
وتُعد هذه الزيارة البرلمانية خطوة عملية نحو فتح آفاق جديدة في العلاقات الثنائية، خاصة في ظل التحديات المشتركة التي تواجه البلدين، مثل الأمن الإقليمي ومحاربة التطرف. ويسعى الجانبان من خلال التعاون البرلماني بين الجزائر والصومال إلى تنسيق الجهود التشريعية بما يعزز استقرار المنطقة ويخدم القضايا العربية والإفريقية المشتركة.
وأكد الطرفان خلال اللقاء أهمية تبادل الخبرات التشريعية وتنظيم زيارات متبادلة بين اللجان البرلمانية في البلدين، بهدف تطوير أداء العمل البرلماني والاستفادة من التجربة الجزائرية الغنية في سن القوانين وتفعيل الدور الرقابي. ويعكس هذا التوجه إرادة سياسية واضحة لدعم مسار التعاون البرلماني بين الجزائر والصومال على أسس مؤسسية قوية.
وتُعد هذه المبادرة جزءاً من سياسة الجزائر الرامية إلى تعزيز التضامن العربي والإفريقي من خلال التعاون البرلماني، إذ تسعى الجزائر لأن تكون منصة للحوار والتكامل الإقليمي، لا سيما في ظل الظروف التي يمر بها الصومال. ويؤكد المراقبون أن التعاون البرلماني بين الجزائر والصومال يمكن أن يسهم بشكل فعّال في تعزيز الاستقرار السياسي والتنمية المستدامة في البلدين.
العلاقات العربية الإفريقية تشهد تحولًا ملحوظاً
ويأتي هذا اللقاء في وقت تشهد فيه العلاقات العربية الإفريقية تحولاً ملحوظاً نحو مزيد من التنسيق، ما يعزز أهمية التعاون البرلماني بين الجزائر والصومال كأحد النماذج الناجحة لهذا التقارب. فبفضل هذه الزيارات، تتقارب وجهات النظر حول ملفات حساسة تتعلق بالأمن، والتنمية، ومكافحة الإرهاب.
من جهته، عبّر الجانب الصومالي عن إعجابه الكبير بتجربة الجزائر في مجال بناء مؤسسات الدولة، مشيداً بدور البرلمان الجزائري في صياغة تشريعات شاملة تدعم الاستقرار السياسي. وهو ما يعكس رغبة واضحة في نقل هذه الخبرات إلى الصومال من خلال تنشيط التعاون البرلماني بين الجزائر والصومال.
وتحرص الجزائر على لعب دور محوري في دعم الأشقاء الصوماليين، ليس فقط على المستوى السياسي، بل أيضاً عبر آليات التعاون التشريعي، وهو ما يُعزّز فرص خلق تفاهم مشترك ينعكس على الأداء الحكومي في كلا البلدين. ويعكس هذا المسار تطوراً ملحوظاً في العلاقات الثنائية خلال السنوات الأخيرة.
ويُتوقع أن تؤدي هذه المبادرات إلى تنظيم برامج تدريبية وتكوينية لصالح النواب الصوماليين في الجزائر، في إطار التعاون البرلماني بين الجزائر والصومال، بما يرفع من كفاءة الكوادر التشريعية ويساعد على بناء مؤسسات قوية قادرة على الاستجابة لتطلعات الشعوب.
في السياق ذاته، أكدت مصادر برلمانية جزائرية أن هناك نية لعقد لجان عمل مشتركة بين المجلسين لبحث قضايا تهم الطرفين، مثل تعزيز التشريعات في مجالات التعليم، الأمن، والتنمية الاقتصادية، ما يعزز آفاق التعاون البرلماني بين الجزائر والصومال كمدخل للتعاون الاستراتيجي الأوسع بين الدولتين.
تعرف المزيد على: الانقسام السياسي في الصومال يُهدد جهود مكافحة الإرهاب وسط تصعيد ضد داعش في بونتلاند