في خطوة تهدف إلى توضيح الحقائق وتهدئة التوترات الإقليمية، نفت حكومة بونتلاند بشدة ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام حول مزاعم تركيب دولة الإمارات العربية المتحدة ل أنظمة الرادار في بوصاصو متقدمة لاستخدامها في ضرب أهداف عسكرية في السودان واليمن. وتُسلط هذه التصريحات الضوء على أهمية التدقيق الإعلامي في القضايا ذات الطابع السيادي والحساس، خاصة عندما تتداخل مع العلاقات الثنائية والأمن الإقليمي.
نفت حكومة بونتلاند، وهي ولاية فدرالية في شمال شرق الصومال، يوم الثلاثاء، بشدة تقارير إعلامية تفيد بأن دولة الإمارات العربية المتحدة قامت بتركيب أنظمة رادار متقدمة في ميناء بوصاصو لاستخدامها في شن ضربات على السودان واليمن.
أثارت تقارير إعلامية مزاعم مثيرة حول نشر الإمارات لأنظمة رادار هجومية في ميناء بوصاصو الصومالي، ما دفع حكومة بونتلاند إلى إصدار بيان عاجل تنفي فيه هذه الادعاءات.
وزارة الأمن في بونتلاند أكدت في بيان رسمي أن أنظمة الرادار في بوصاصو، كما تم ذكرها في التقارير، “غير موجودة على الإطلاق”، وأن كل ما ورد هو محض افتراء يفتقر لأي إثبات مادي.
شددت الحكومة على أن الميناء يتم استخدامه فقط لأغراض تجارية وتنموية ولا يحمل أي صفة عسكرية، سواء محلية أو أجنبية.
جاء البيان بعد انتشار واسع لأخبار غير موثقة في وسائل إعلام إقليمية ودولية تحدثت عن ربط بين بوصاصو وهجمات محتملة في اليمن والسودان.
واعتبرت حكومة بونتلاند أن هذه الادعاءات تهدف إلى الإضرار بعلاقتها الثنائية مع الإمارات، وهي علاقة توصف بأنها استراتيجية ومتعددة الأوجه.
أكدت وزارة الأمن التزامها الكامل بسيادة أراضي بونتلاند والصومال ككل، مع رفض أي تدخل أو استخدام للأراضي الصومالية لأغراض خارج إطار القانون.
كما شدد البيان على أن أي نشاط أمني أو عسكري داخل أراضي بونتلاند يجب أن يتم بالتنسيق الكامل مع الحكومة الفيدرالية.
محاولات إثارة الذعر وتشويه صورة الميناء
واستنكرت بونتلاند محاولات “إثارة الذعر وتشويه صورة الميناء”، موضحة أنه أحد أهم المرافق الاقتصادية في شمال شرق الصومال.
في هذا السياق، دعت الحكومة وسائل الإعلام إلى التحقق من مصادرها وعدم الانسياق وراء ما وصفته بـ”الادعاءات التي لا تستند إلى وقائع”.
أشار مراقبون إلى أن المزاعم حول أنظمة الرادار في بوصاصو قد تؤثر سلبًا على الاستثمارات الأجنبية والثقة الدولية بالمنطقة.
نفت بونتلاند بشدة أن تكون قد وافقت على أي اتفاقيات أمنية تسمح لدولة أجنبية باستخدام أراضيها في نزاعات إقليمية.
وشددت وزارة الأمن على أن سياسات بونتلاند الدفاعية تقوم على مبدأ الحياد وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
تعزيز بونتلاند دورها في المشهد السياسي
يأتي هذا النفي في وقت تتجه فيه بونتلاند إلى تعزيز دورها في المشهد السياسي الفيدرالي ضمن رؤية للحفاظ على استقرارها الداخلي والإقليمي.
يُذكر أن أنظمة الرادار في بوصاصو، كما تم تداولها، لم يتم تأكيدها بأي صور أو وثائق رسمية من الجهات التي نشرت الخبر.
الحملات الإعلامية تمثل جزءًا من محاولات خلط الأوراق السياسية
أكد مصدر رسمي في بونتلاند أن الحملات الإعلامية الأخيرة تمثل “جزءًا من محاولات خلط الأوراق السياسية” في منطقة القرن الإفريقي.
البيان تضمن إشادة بالمواطنين الذين طالبوا بتوضيح رسمي من السلطات، ما يعكس نضجًا سياسيًا وشعبيًا في التعامل مع الأخبار المفبركة.
ويأتي النفي بعد تقارير مشابهة نُشرت في أوقات سابقة وتؤكد وجود أنظمة الرادار في بوصاصو ولكن جرى تكذيبها من جهات محلية ودولية.
على الصعيد الدبلوماسي، لم يصدر أي رد رسمي من الجانب الإماراتي، بينما أعرب مراقبون عن أملهم في أن لا تؤثر هذه المزاعم على علاقات البلدين.
ختم البيان ودعوة إلى احترام القوانين
ختم البيان بدعوة إلى احترام القوانين والسيادة الوطنية، مشددًا على ضرورة تحري المصداقية قبل نشر معلومات قد تكون لها تبعات إقليمية خطيرة.
وبذلك تؤكد بونتلاند مجددًا أن “أنظمة الرادار في بوصاصو” مجرد شائعة لا تمت للحقيقة بصلة، داعية إلى تغليب صوت العقل والمسؤولية الإعلامية.
في ظل تصاعد الأخبار الكاذبة وانتشار الإشاعات في البيئة الرقمية، تبقى الحقيقة هي الأساس الذي يجب أن تُبنى عليه المواقف والتحليلات. وتنفي بونتلاند بشكل قاطع وجود أنظمة الرادار في بوصاصو، مجددة التزامها بالسلام والأمن الإقليمي، ومحذرة من تأثير التضليل الإعلامي على العلاقات الدولية.
تعرف المزيد على: إلغاء اجتماع مجلس الشعب الصومالي بسبب غياب النواب: أزمة دستورية متصاعدة