أكد مندوب دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، محمد أبو شهاب، أن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع قد أقصيا نفسيهما من مستقبل السودان، داعيًا المجتمع الدولي إلى التعامل مع هذه الحقيقة بواقعية، والتركيز على دعم المدنيين لبناء مرحلة جديدة في البلاد.
رسالة واضحة من الإمارات إلى مجلس الأمن
جاءت تصريحات أبو شهاب خلال جلسة مجلس الأمن الدولي المخصصة لمناقشة تطورات الأزمة السودانية، حيث أوضح أن الإمارات كانت واضحة منذ أكثر من عامين بشأن موقفها من أطراف الصراع. وقال:
“بغض النظر عن الأكاذيب المكررة، فإن كلا من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع قد أقصيا نفسيهما من تشكيل مستقبل السودان”.
وأضاف أن الوقت قد حان للمجتمع الدولي لأن يدرك أن طريق الخلاص لا يمر عبر الأطراف المتحاربة، بل عبر دعم المدنيين الذين يمثلون الأمل الحقيقي في مستقبل السودان.
الحرب في السودان تدخل عامها الثالث
وأشار مندوب الإمارات إلى أن الحرب الأهلية في السودان، التي تجاوزت 900 يوم، “ابتلعت وطنًا بأكمله” وتسببت في معاناة إنسانية هائلة.
ولفت إلى أن الأوضاع في مدينة الفاشر تتدهور يومًا بعد يوم، في ظل استمرار الانتهاكات بحق المدنيين، وهو ما يعمّق الأزمة ويهدد فرص الوصول إلى مستقبل السودان المستقر والعادل.
إدانة إماراتية لانتهاكات الفاشر
وشدد أبو شهاب على أن الإمارات العربية المتحدة تدين الهجمات التي تستهدف المدنيين في الفاشر، معتبرًا أنها تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي.
وقال في كلمته: “ندعو قوات الدعم السريع إلى ضمان حماية المدنيين، وندعو المجتمع الدولي إلى تقديم المسؤولين عن الفظائع إلى العدالة”، مضيفًا أن تحقيق العدالة هو أساس أي عملية سياسية حقيقية ترسم مستقبل السودان.
تعرف المزيد: التصعيد الإسرائيلي في لبنان 2025: طائرات فوق بيروت وغارات عنيفة جنوبًا
الإمارات تؤكد دعمها لحل سياسي يقوده المدنيون
وفي ختام كلمته، جدد مندوب الإمارات تأكيد موقف بلاده الداعم للحوار السياسي الشامل الذي يقوده المدنيون، معتبرًا أن بناء مستقبل السودان يبدأ من إنهاء الحرب، ووقف معاناة الشعب، وتوحيد الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار والتنمية.
وأوضح أن مستقبل السودان لا يمكن أن يُبنى على فوهة البنادق، بل عبر المصالحة الوطنية والعدالة الاجتماعية، مؤكدًا أن الإمارات ستواصل دعم أي مسار سياسي يسهم في استعادة السلام ويضمن دور المدنيين في صياغة مستقبل السودان.