في ظل التحديات الأمنية التي تواجهها الصومال، يعود الجيش الصومالي في محافظة هيران إلى واجهة المشهد الأمني بعملية عسكرية دقيقة استهدفت فلول العناصر الإرهابية المختبئة. العملية ليست مجرد تحرك عسكري، بل تعكس تصميماً استراتيجياً على إحباط محاولات عودة الجماعات المسلحة إلى المشهد مجدداً.
تفاصيل العملية في قلب محافظة هيران
نفذ الجيش الصومالي في محافظة هيران، بالتعاون مع القوات الشعبية المحلية، يوم الأحد 28 أبريل 2025، عملية عسكرية نوعية استهدفت أوكار الإرهابيين في المناطق الجبلية الواقعة بين ياسومان وأبوري.
ووفق ما نقلته وكالة الأنباء الصومالية، فإن هذه العملية جاءت بعد رصد استخباراتي دقيق لتحركات مجموعة من العناصر المسلحة كانت تتحصن في المناطق الجبلية، بهدف إعادة تنظيم صفوفها واستهداف القوات الأمنية لاحقاً.
طرد الإرهابيين وتطهير المناطق الجبلية
أكد الضباط المشاركون في العملية أن الجيش الصومالي في محافظة هيران استطاع تنفيذ الهجوم المخطط بنجاح، وطرد العناصر الإرهابية من مواقعها، بعد أيام من محاولتهم الاحتماء في التضاريس الوعرة.
وتُعد هذه المناطق من أبرز النقاط التي تسعى الجماعات المتشددة لاستغلالها نظراً لصعوبة التضاريس التي تعيق التحرك العسكري السريع، إلا أن الجيش الصومالي، بدعم شعبي، أثبت كفاءته في التعامل مع هذا النوع من التحديات.
دعم شعبي للجيش الوطني
تأتي هذه العملية ضمن سلسلة من العمليات المشتركة بين الجيش الصومالي في محافظة هيران والقوات الشعبية، وهو ما يعكس تنامي الدعم المجتمعي للجهود العسكرية الرامية إلى تحقيق الاستقرار.
التعاون بين المجتمع المحلي والجيش يمثل عاملاً حاسماً في إحباط مخططات العناصر الإرهابية، خاصة في المناطق الريفية التي تحاول الجماعات المسلحة التسلل منها.
استمرار الاستراتيجية الأمنية الصومالية
التحرك العسكري في ياسومان وأبوري ينسجم مع الاستراتيجية الأمنية التي تتبعها الحكومة الفيدرالية الصومالية، والتي تركز على العمليات الاستباقية والاعتماد على المعلومات الاستخباراتية، وتكثيف جهود الجيش في المناطق الوسطى التي تُعد نقاط تماس متكررة مع الجماعات الإرهابية.
وقد شهد الجيش الصومالي في محافظة هيران تحسناً ملحوظاً في القدرات القتالية بفضل التدريبات المستمرة والدعم اللوجستي المقدم من الشركاء الدوليين.
أهمية السيطرة على وسط البلاد
تشكل محافظة هيران موقعاً استراتيجياً مهماً، كونها تربط بين وسط البلاد وشمالها، وهي منطقة حساسة تحاول حركة الشباب الإرهابية استخدام تضاريسها كملاذ آمن.
إحكام السيطرة على هذه المنطقة سيقطع الطريق أمام محاولات تسلل الجماعات الإرهابية ويمنعها من إعادة تموضعها، ما يجعل أي انتصار فيها ذا أبعاد أمنية طويلة المدى.
أثر العملية على النشاط الإرهابي في المنطقة
يُتوقع أن تُحدث العملية الأخيرة التي نفذها الجيش الصومالي في محافظة هيران تأثيراً مباشراً على مستوى نشاط الجماعات الإرهابية في وسط البلاد. فبعد طرد المقاتلين من ياسومان وأبوري، تُظهر المؤشرات الأولية تراجعاً في محاولات التحشيد والتسلل التي كانت تُخطط لها هذه الجماعات داخل المحافظة، وهو ما يُعد نجاحاً استخباراتياً وميدانياً كبيراً.
دلالات استراتيجية للحرب على الإرهاب
تحمل هذه العملية دلالات استراتيجية مهمة، فهي ليست مجرد ضربة عسكرية، بل جزء من سياسة شاملة تنتهجها الحكومة الصومالية. إذ أن الجيش الصومالي في محافظة هيران أصبح لاعباً رئيسياً في تنفيذ هذه الاستراتيجية، حيث يتم الاعتماد عليه لتأمين المناطق الحيوية وقطع خطوط الإمداد والدعم بين عناصر حركة الشباب في المناطق المختلفة.
أهمية الدعم الإقليمي والدولي
لا يمكن فصل النجاحات التي يحققها الجيش الصومالي في محافظة هيران عن الدعم الإقليمي والدولي المستمر، سواء من خلال التدريب أو التسليح أو تبادل المعلومات. كما أن التنسيق مع القوات الأمريكية والإفريقية، عبر عمليات جوية واستخباراتية، يسهم في تسريع وتيرة تطهير المناطق الوسطى من بؤر الإرهاب.
مرة أخرى، يؤكد الجيش الصومالي في محافظة هيران قدرته على فرض الأمن والاستقرار، من خلال عمليات نوعية تعزز الثقة الشعبية في المؤسسة العسكرية. العملية الأخيرة ليست مجرد إنجاز ميداني، بل رسالة واضحة بأن الصومال ماضٍ بثبات في اجتثاث جذور الإرهاب من أراضيه.
تعرف المزيد على: أزمة انعدام الأمن الغذائي في الصومال تهدد حياة الملايين