في إطار جهود الحكومة الصومالية لتعزيز الأمن والاستقرار، أعلن الرئيس حسن شيخ محمود عن الاستراتيجية متعددة المحاور لمكافحة الجماعات الإرهابية في الصومال، والتي تهدف إلى القضاء على تهديدات حركة الشباب وتنظيم داعش من خلال التعاون الأمني، والوعي المجتمعي، والدعم الدولي.
جهود الحكومة في تفكيك الشبكات الإرهابية
أكد الرئيس أن الحكومة لا تكتفي بالحلول العسكرية فقط، بل تنتهج خطة شاملة تعتمد على الاستراتيجية متعددة المحاور لمكافحة الجماعات الإرهابية في الصومال، والتي تشمل مكونات متعددة: العمل العسكري الحاسم، مشاركة المجتمعات المحلية، وتعاون أجهزة الاستخبارات.
وأشار إلى أن نجاح العمليات الأخيرة ضد حركة الشباب، خاصة في ولايات هيرشبيلي وغلمدغ، يعكس مدى تطور القدرات العسكرية والاستخباراتية التي تعتمد عليها الدولة.
كما نوّه إلى أن التنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين أدى إلى تحسين تبادل المعلومات الأمنية، مما سهّل من توجيه ضربات نوعية ضد خلايا التنظيمات المتطرفة.
إشراك المجتمع المحلي في حماية الأمن
جزء محوري من الاستراتيجية متعددة المحاور لمكافحة الجماعات الإرهابية في الصومال هو تعزيز دور المجتمعات في محاربة الفكر المتطرف. قال الرئيس إن السكان المحليين يلعبون دورًا مهمًا في كشف المشتبه بهم والإبلاغ عن الأنشطة الإرهابية، كما أن دعمهم ضروري لضمان استقرار المناطق المحررة.
ولتحقيق ذلك، تعمل الحكومة على إطلاق برامج توعوية بالشراكة مع رجال الدين، ومؤسسات المجتمع المدني، من أجل نشر خطاب وسطي يواجه الروايات المتطرفة التي تستخدمها الجماعات الإرهابية في تجنيد الأفراد.
أوضح الرئيس أن مواجهة الإرهاب لا تتم فقط عبر البندقية، بل من خلال الوعي الديني الصحيح. ولهذا، تعمل الحكومة مع علماء الدين على تعزيز الخطاب المعتدل.
كما تتضمن الاستراتيجية متعددة المحاور لمكافحة الجماعات الإرهابية في الصومال خططًا لإعادة تأهيل الشباب المتأثرين بالفكر المتطرف، ودمجهم في المجتمع من جديد.
بناء قدرات الجيش الوطني الصومالي
من أهم أولويات الحكومة تعزيز قدرات الجيش الوطني ليكون قادرًا على تنفيذ مهامه بكفاءة. تم تزويد القوات بالمعدات والتدريب اللازم، بدعم مباشر من شركاء دوليين.
ويؤكد الرئيس أن أي تقدم عسكري لا يمكن أن يستمر دون دعم مجتمعي، لذلك تأتي الاستراتيجية متعددة المحاور لمكافحة الجماعات الإرهابية في الصومال كخطة توازن بين القوة والتفاهم المجتمعي.
التعاون الدولي ركيزة رئيسية
لا يمكن تحقيق الأمان دون دعم دولي. وأكد الرئيس أن التعاون الوثيق مع الاتحاد الإفريقي، والولايات المتحدة، ودول الخليج، يلعب دورًا محوريًا في استقرار الصومال.
وقد ساهم الدعم الخارجي في تدريب القوات، وتقديم مساعدات استخباراتية، وتعزيز قدرات الحكومة على مواجهة تحديات الأمن القومي.
تحديات تواجه تنفيذ الاستراتيجية
رغم المكاسب، لا تزال الاستراتيجية متعددة المحاور لمكافحة الجماعات الإرهابية في الصومال تواجه عدة تحديات مثل نقص التمويل، والبيئة السياسية الهشة، ونزوح السكان بسبب المعارك.
لكن الحكومة الصومالية تؤكد التزامها الكامل بالمضي قدمًا في تنفيذ الخطة رغم تلك التحديات، مع التركيز على الاستدامة والنتائج طويلة الأمد.
تكامل الجهود الإقليمية والدولية
تُعد الاستراتيجية متعددة المحاور لمكافحة الجماعات الإرهابية في الصومال جزءًا من جهد إقليمي ودولي أوسع. ففي ديسمبر 2024، وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على إنشاء بعثة دعم واستقرار أفريقية جديدة في الصومال (AUSSOM)، لتحل محل البعثات السابقة مثل AMISOM وATMIS، بهدف تعزيز الأمن والاستقرار ومكافحة الجماعات المتطرفة مثل حركة الشباب.
تعزيز قدرات القوات المحلية
تُركز الاستراتيجية متعددة المحاور لمكافحة الجماعات الإرهابية في الصومال على تعزيز قدرات القوات المحلية، مثل ميليشيات “ماعويزلي”، التي لعبت دورًا مهمًا في مواجهة حركة الشباب في المناطق الريفية. حصلت هذه الميليشيات على دعم حكومي، بما في ذلك التمويل والتنسيق مع القوات الرسمية، مما ساهم في تحقيق نجاحات ميدانية ملحوظة.
رغم التقدم المحرز، تواجه الاستراتيجية متعددة المحاور لمكافحة الجماعات الإرهابية في الصومال تحديات عدة، منها التوترات السياسية الداخلية، ونقص التمويل، والتحديات اللوجستية. ومع ذلك، تظل الحكومة الصومالية ملتزمة بتنفيذ هذه الاستراتيجية، مع التركيز على تعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين، وتحسين التنسيق بين الجهات الأمنية، وتعزيز دور المجتمعات المحلية في مكافحة التطرف.
تُعد الاستراتيجية متعددة المحاور لمكافحة الجماعات الإرهابية في الصومال نموذجًا متكاملًا في مواجهة الإرهاب، حيث تجمع بين الأمن، والدين، والتعليم، والمجتمع. هذه المقاربة تعزز قدرة الدولة على تفكيك شبكات العنف، وتضمن مستقبلًا أكثر أمانًا واستقرارًا للشعب الصومالي.
تعرف المزيد على: رئيس مجلس الشعب الصومالي يشارك في مؤتمر رؤساء البرلمانات العربية بالجزائر