تشهد السياحة العالمية مرحلة غير مسبوقة من التغيرات، مع قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتخاذ قرارات سياسية واقتصادية متسارعة، من شأنها إعادة رسم ملامح صناعة السياحة والرحلات والضيافة. ويطرح كثيرون تساؤلات حول تأثير سياسات ترامب على السياحة والسفر والضيافة، خاصة في ظل ما تضمنته من إجراءات تخص الهجرة، التعريفات الجمركية، والوظائف الفيدرالية.
الهجرة والقيود على التأشيرات: حاجز أمام الزوار

تاريخيًا، كانت الولايات المتحدة وجهة جذابة للمسافرين من مختلف أنحاء العالم، لكن مع تشديد سياسات الهجرة، وتهديدات الترحيل الجماعي، وفرض قيود على التأشيرات، أصبح السفر إليها أكثر صعوبة. تقول كريستين وينكاف، مؤسسة شركة رحلات دولية، إن الأمر يشبه وضع لافتة كبيرة مكتوب عليها (ممنوع الدخول)، مؤكدة أن هذا التحول قد يقلل من أعداد السياح ويضعف جاذبية البلاد. هذه السياسات تمثل جزءًا رئيسيًا من تأثير سياسات ترامب على السياحة والسفر والضيافة، حيث تؤدي إلى عزوف المسافرين الدوليين عن اختيار الولايات المتحدة كوجهة مفضلة.
الحروب التجارية: ضربات غير مباشرة لصناعة السفر

أدت التوترات التجارية مع الصين وكندا إلى نتائج سلبية على قطاع السفر. فقد حذرت رابطة السفر الأمريكية من أن تراجع زيارات الكنديين بنسبة 10% سيكلف الولايات المتحدة أكثر من ملياري دولار ويؤدي لفقدان 14 ألف وظيفة. هذه الخسائر توضح أن تأثير سياسات ترامب على السياحة والسفر والضيافة لا يقتصر على الداخل الأمريكي فقط، بل يمتد إلى علاقات البلاد مع شركائها الدوليين.
تأثير سياسات ترامب على السياحة والسفر والضيافة.. الطيران المدني تحت الضغط

شهد قطاع الطيران سلسلة من التحديات، من بينها تسريح مئات الموظفين في إدارة الطيران الفيدرالية وتقليص أعداد المراقبين الجويين. كما تراجعت ثقة الأمريكيين في سلامة السفر الجوي بعد حوادث متكررة. ويطرح هذا الواقع أسئلة جدية حول مدى أولوية السلامة في ظل الإدارة الجديدة، وهو مثال مباشر على تأثير سياسات ترامب على السياحة والسفر والضيافة على مستوى الأمن والثقة العامة.
النقل البري وأسعار الوقود
الرحلات البرية لم تسلم من التداعيات، إذ تهدد الرسوم الجمركية على النفط الكندي برفع أسعار الوقود. ومع تعليق برنامج البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية، سيواجه المسافرون تحديات إضافية، سواء كانوا يستخدمون سيارات تقليدية أو كهربائية. هذه التحولات تؤكد أن تأثير سياسات ترامب على السياحة والسفر والضيافة يمتد إلى تفاصيل الحياة اليومية للمسافرين داخل الولايات المتحدة.
المتنزهات الوطنية: تقليص العمالة يهدد التجربة السياحية

من المعروف أن المتنزهات الوطنية تعد إحدى أبرز وجهات الترفيه في أمريكا. لكن مع تسريح نحو ألف عامل، بدأت تظهر آثار واضحة على جودة الخدمات. فقد أرجأ منتزه يوسمايت الوطني الحجوزات الصيفية بسبب نقص الكوادر. وهنا يتجلى بوضوح تأثير سياسات ترامب على السياحة والسفر والضيافة في إضعاف أحد أعرق مصادر الجذب السياحي في البلاد.
السكك الحديدية والخصخصة المحتملة
القطارات أيضًا ليست بمعزل عن التغيير. مع احتمال تقليص التمويل الفيدرالي لشركة أمتراك والاتجاه نحو خصخصة القطاع، تثار تساؤلات حول ارتفاع أسعار التذاكر وجودة الخدمة. هذا الأمر يضيف بُعدًا جديدًا إلى تأثير سياسات ترامب على السياحة والسفر والضيافة، حيث يصبح السفر بالقطار أقل سهولة وتكلفة أعلى.
الضيافة والفنادق: خسارة الثقة الدولية

صناعة الضيافة، بما تشمل من فنادق ومطاعم ومراكز معارض، تتأثر بشدة بحالة عدم اليقين والتقلبات الاقتصادية العالمية والسياسات الجديدة. فقد شهد معرض “سي إي إس” في لاس فيغاس انخفاضًا ملحوظًا في عدد المشاركين الدوليين، خاصة من الصين. كما أن سياسات الهجرة تؤثر سلبًا على اليد العاملة الماهرة في المطاعم والفنادق، وهو جانب أساسي من تأثير سياسات ترامب على السياحة والسفر والضيافة.
تعرف المزيد: تأثير حرب أوكرانيا على الاقتصاد العالمي يتفاقم.. صفقة ترامب المثيرة تضع كييف أمام اختبار صعب
من الهجرة إلى التجارة، ومن الطيران إلى المتنزهات الوطنية، يتضح أن تأثير سياسات ترامب على السياحة والسفر والضيافة عميق ومتعدد الأبعاد. وبينما ترى الإدارة الأمريكية أن هذه السياسات قد تفتح “العصر الذهبي للنقل”، يرى خبراء أن الطريق قد يكون مليئًا بالعقبات التي تهدد مكانة الولايات المتحدة كوجهة سياحية عالمية. وفي ظل هذه المتغيرات، يبدو أن مستقبل السياحة والسفر والضيافة في أمريكا سيظل رهنًا بالقرارات السياسية التي يتخذها الرئيس ترامب وإدارته.