قدم السفير الإثيوبي الجديد لدى الصومال، سليمان ديديفو، أوراق اعتماده رسميًا إلى الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، يوم الخميس 7 أغسطس 2025، في خطوة رمزية تهدف إلى إعادة بناء العلاقات الإثيوبية الصومالية بعد أشهر من الجمود والتوتر.
جذور الأزمة: اتفاقية أثارت الغضب الصومالي
بدأ الخلاف الدبلوماسي بين البلدين في يناير 2024، حين وقّعت إثيوبيا مذكرة تفاهم مع إقليم أرض الصومال المنفصل، تتيح لها الوصول إلى البحر الأحمر مقابل اعتراف مستقبلي بالإقليم كدولة مستقلة، بالإضافة إلى بنود أمنية أثارت حفيظة مقديشو.
ورفضت الحكومة الصومالية هذه الاتفاقية بشكل قاطع، معتبرة إياها انتهاكًا صريحًا لسيادة الدولة ووحدة أراضيها.
إعلان أنقرة: وساطة تركية لاحتواء الأزمة
في ديسمبر 2024، ساهمت الوساطة التركية في توقيع إعلان أنقرة، الذي أعاد فتح باب الحوار بين إثيوبيا والصومال، مع التأكيد على احترام السيادة ومواصلة النقاش حول وصول إثيوبيا إلى البحر.
تصريحات السفير: تعزيز التعاون في مختلف المجالات
في أول تعليق رسمي له، قال السفير سليمان ديديفو: تشرفت بتقديم أوراق اعتمادي للرئيس حسن شيخ محمود، وتناولنا سبل تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي، وتطوير الشراكة في الجوانب الأمنية والتنموية.
ويُنظر إلى هذا التصريح كإشارة واضحة على رغبة إثيوبيا في إصلاح العلاقات مع جارتها الصومال.
قرن أفريقي على صفيح ساخن
يُعد تعيين السفير الجديد جزءًا من تحركات أوسع تهدف إلى تهدئة الأجواء في منطقة القرن الأفريقي، التي تشهد تحديات جيوسياسية متزايدة. وفي ظل هذا السياق الإقليمي المعقد، تكتسب العلاقات الإثيوبية الصومالية أهمية استراتيجية كبيرة، ليس فقط للبلدين، بل للمنطقة بأكملها.
تعرف المزيد: القاعدة الفضائية التركية في الصومال 2025: استغلال جديد لموقع استراتيجي
هل تعود العلاقات الإثيوبية الصومالية إلى مسارها الطبيعي؟
مع استئناف اللقاءات الرسمية، وتبادل الرسائل الإيجابية، يبدو أن البلدين يسعيان جديًا لمعالجة الملفات العالقة بروح جديدة من الحوار والتفاهم. ورغم التحديات، فإن مؤشرات الانفراج تُبشّر بإمكانية استعادة العلاقات الإثيوبية الصومالية لعافيتها، إذا ما التزمت الأطراف بتهدئة الخلافات وبناء الثقة.