في خطوة تثير الكثير من علامات الاستفهام، تتجه تركيا نحو بناء القاعدة الفضائية التركية في الصومال، وهو مشروع تقول عنه إنه لأغراض اختبار الصواريخ بعيدة المدى. لكن خلف هذه الخطوة الاستراتيجية يبدو أن أنقرة تسعى لتعزيز نفوذها العسكري والتقني في بلد يعاني من هشاشة سياسية واقتصادية، ما يطرح تساؤلات حول حقيقة النوايا التركية.
القاعدة التي تُبنى باسم الفضاء وتخفي خلفها نوايا خطيرة
كشفت صحيفة زمان التركية، نقلًا عن مصادر حكومية، أن أنقرة تستعد لإطلاق مشروع قاعدة فضائية في الصومال، وسط صمت دولي مريب. القاعدة، التي ستُقام على مساحة هائلة تقدر بـ900 كيلومتر مربع على سواحل المحيط الهندي، ليست مجرد طموح علمي كما تزعم أنقرة، بل مشروع جيوسياسي مكلف يبتلع 350 مليون دولار من خزينة الدولة التركية. وتروج الحكومة له على أنه خطوة نحو ريادة الفضاء، بينما يشكك مراقبون في نواياه الحقيقية، خاصة في ظل تصاعد النفوذ العسكري التركي في القارة الإفريقية.
نفوذ عسكري يتوسع بغطاء تقني
تركيا التي تمتلك بالفعل قاعدة عسكرية ضخمة في مقديشو منذ عام 2017، حيث تدرب آلاف الجنود الصوماليين، تبدو عازمة على توسيع وجودها، هذه المرة بغطاء علمي وتكنولوجي. لكن مراقبين يرون أن القاعدة الفضائية التركية في الصومال قد تكون امتدادًا لمشروع استراتيجي طويل الأمد، يستغل الموقع الجغرافي للصومال لأغراض تتجاوز الفضاء بكثير.
استغلال تحت قناع الشراكة؟
رغم الخطاب الرسمي الذي يتحدث عن تعاون تركي صومالي، يرى كثيرون أن ما يحدث أقرب إلى الاستغلال المنظم لموارد ومواقع دولة تعاني من هشاشة أمنية وضعف في القرار السيادي. القاعدة الفضائية التركية في الصومال قد تمنح أنقرة نفوذًا إضافيًا في المنطقة، لكنها في الوقت نفسه تثير المخاوف من أن تتحول الأراضي الصومالية إلى ساحة لتجارب صاروخية وتحركات عسكرية ذات أبعاد دولية.
تعرف المزيد: مقتل إرهابيي حركة الشباب في الصومال: 70 قتيلًا في ضربة موجعة جنوب البلاد
مشروع فضائي بعيد عن الشفافية
قد تبدو القاعدة الفضائية التركية في الصومال مشروعًا طموحًا على الورق، لكنه يحمل في طياته أبعادًا تتجاوز التكنولوجيا إلى الجغرافيا السياسية والهيمنة الإقليمية. وفي غياب الشفافية والرقابة المحلية، يبقى السؤال مفتوحًا: هل سيتحول الطموح التركي إلى عبء إضافي على كاهل الصومال؟