في أحدث تطور يعكس تأثير الحرب التجارية بين أمريكا والصين على شركة أبل، قال الرئيس التنفيذي تيم كوك في 1 أغسطس إن الشركة تتوقع أن تكلفها الرسوم الجمركية نحو 1.1 مليار دولار خلال الربع المالي الممتد من يوليو إلى سبتمبر 2025، وذلك بعد انتهاء اتفاق تجاري مؤقت بين الولايات المتحدة والصين في 12 أغسطس الجاري.
وجاءت تصريحات كوك خلال مكالمة مع المستثمرين، أعقبت إعلان نتائج الربع الثالث من السنة المالية للشركة يوم الخميس، حيث أوضح أن الرقم الجديد يمثل زيادة طفيفة مقارنة بتكلفة الرسوم الجمركية في الربع السابق، والتي بلغت نحو 900 مليون دولار.
تأثير الحرب التجارية بين أمريكا والصين على شركة أبل..رسوم جمركية

يُظهر تأثير الحرب التجارية بين أمريكا والصين على شركة أبل حجم التكاليف المتزايدة التي تتحمّلها الشركة، إذ تُعد “أبل” من بين أكثر الشركات تضررًا من تداعيات هذه الحرب، التي اندلعت خلال ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وتشير التقارير إلى أن الشركة تكبّدت نحو 800 مليون دولار كرسوم جمركية في الربع المالي المنتهي في يونيو، ما دفع بعض المستهلكين إلى شراء هواتف آيفون مبكرًا في أواخر الربيع، تفاديًا لأي ارتفاع مرتقب في الأسعار.
ورغم هذه التحديات، فقد تجاوزت مبيعات “أبل” التوقعات خلال هذا الربع، مسجلة أعلى نسبة نمو منذ أربع سنوات، وفقًا لما نقلته وكالة “رويترز” عن بيانات بورصة لندن.
الآيفون مستمر.. رغم الضغوط

وفي سياق حديثه عن تأثير الحرب التجارية بين أمريكا والصين على شركة أبل، أوضح كوك خلال المكالمة أن معظم الرسوم الجمركية المفروضة على منتجات الشركة ناتجة عن قانون الصلاحيات الاقتصادية الطارئة الدولية. ووفقًا للاتفاق السابق بين واشنطن وبكين، فُرضت رسوم بنسبة 30% على واردات السلع الصينية بما في ذلك مكونات هواتف آيفون حتى 12 أغسطس الجاري.
لكن كوك قلل من تأثير هذه الرسوم على قرار المستهلكين، مؤكدًا أن السبب الرئيسي وراء نمو المبيعات هو “قوة المنتج”، مشيرًا إلى أن عائلة آيفون 16 سجلت نموًا مزدوج الرقم مقارنة بآيفون 15 في الفترة نفسها من العام الماضي.
وسجّلت مبيعات آيفون ارتفاعًا بنسبة 13% على أساس سنوي، بإيرادات بلغت 44.5 مليار دولار، وهو ما يمثل قرابة نصف إيرادات “أبل” الإجمالية في هذا الربع، والتي بلغت 94 مليار دولار.
أبل تقلل الاعتماد علي الصين ..و التداعيات مازالت مستمرة
تأثير الحرب التجارية بين أمريكا والصين على شركة أبل لا يزال قائمًا رغم جهود الشركة في تنويع سلسلة التوريد. فبالرغم من تقليل اعتمادها على الصين عبر نقل جزء من التصنيع إلى دول مثل الهند وفيتنام، إلا أن التداعيات مستمرة. تُنتج الهند حاليًا نحو نصف أجهزة آيفون المخصصة للسوق الأميركي، بينما تُصنع أجهزة “ماك” و”آيباد” و”آبل ووتش” في فيتنام. ومع ذلك، يخضع البلدان لرسوم جمركية مرتفعة تبلغ 25% للهند و20% لفيتنام، ما يُبقي الضغوط الجمركية قائمة.
تعرف المزيد: الحرب التجارية بين أمريكا والصين 2025: محادثات في ستوكهولم لتمديد الهدنة واحتواء التصعيد
التزام استثماري داخل الولايات المتحدة

وردًا على الانتقادات التي وجهها الرئيس ترامب بشأن نقل الإنتاج خارج الولايات المتحدة، أكد كوك أن “أبل” لا تزال ملتزمة بالاستثمار المحلي. وكشف خلال المكالمة أن الشركة خصصت 500 مليار دولار كاستثمارات داخلية خلال السنوات الأربع المقبلة، تشمل بناء مصانع للرقائق وأشباه الموصلات في عدة ولايات أميركية.