في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وقّعت الصومال وجيبوتي 31يوليو، اتفاقية جديدة تُنظم الوجود العسكري الجيبوتي داخل الأراضي الصومالية، وذلك خلال مراسم رسمية جرت أمس الأربعاء، في العاصمة الجيبوتية.
اتفاق وضع القوات لتوسيع الانتشار وتعزيز التنسيق
الاتفاق، المعروف باسم “اتفاق وضع القوات” (SoFA)، يُشكل الإطار القانوني الذي يسمح بزيادة عدد القوات الجيبوتية العاملة في الصومال، ويأتي ضمن مساعي تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب في المنطقة، في سياق تعاون إقليمي متواصل لتحقيق الاستقرار.
توقيع رسمي بحضور وزيري الدفاع
وقد وقع الاتفاق من الجانب الصومالي وزير الدفاع أحمد معلم فقي، فيما مثل الجانب الجيبوتي القائم بأعمال وزير الدفاع علي حسن بهدون، وذلك في أجواء عكست متانة العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين.
اتفاقية دفاع جديدة بين الصومال وجيبوتي.. بنود الاتفاق
اتفاقية دفاع جديدة بين الصومال وجيبوتي تحدد أطر التدخل العسكري وآليات التنسيق بين الجيشين، إلى جانب تنظيم مسؤوليات كل طرف، مع التأكيد على مبدأ الاحترام المتبادل والتعاون المشترك كركيزتين للعمل المشترك في الميدان.
تعرف المزيد: انتقال بعثة أوسوم في الصومال: هل ينجح بعد القرار 2719 أم يواجه مصير أتميس؟
جذور التحالف: تاريخ مشترك وتعاون طويل
تستند العلاقات بين الصومال وجيبوتي إلى أساس متين من التاريخ المشترك والروابط العرقية والثقافية، حيث يشكل الصوماليون الأغلبية السكانية في كلا البلدين. هذا التشابه الاجتماعي ساهم في بناء شراكة استراتيجية استمرت لعقود.
في أواخر السبعينيات، وخلال حرب أوجادين بين الصومال والنظام الإثيوبي آنذاك، أبدت جيبوتي دعمها لجارتها الصومال عبر تزويدها بمعلومات استخباراتية حساسة. وبعد اندلاع الحرب الأهلية الصومالية في التسعينيات، برزت جيبوتي كوسيط محوري في جهود إحلال السلام، حيث استضافت مؤتمر أرتا عام 2000، الذي مهد لتشكيل أول حكومة انتقالية في الصومال.
وفي الأعوام 2008 و2009، واصلت جيبوتي هذا الدور، باستضافة جولات مفاوضات بين الفرقاء الصوماليين، ساهمت في التوصل إلى تسوية سياسية جديدة. ومع تزايد التحديات الأمنية، التحقت جيبوتي ببعثة الاتحاد الأفريقي إلى الصومال عام 2011، تعزيزًا لالتزامها بدعم الاستقرار في البلاد. وعندما أُعلنت الحكومة الفيدرالية رسميًا عام 2012، شاركت جيبوتي في مراسم تنصيب الرئيس الصومالي الجديد، تأكيدًا لعمق الروابط السياسية والأمنية بين البلدين.
اليوم، تأتي اتفاقية دفاع جديدة بين الصومال وجيبوتي كخطوة متقدمة ضمن هذا المسار المتراكم من التعاون، لتعزيز التنسيق العسكري بين البلدين. وتُعد اتفاقية دفاع جديدة بين الصومال وجيبوتي امتدادًا طبيعيًا للشراكة الإقليمية في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة.