في لفتة إنسانية تعكس روح التضامن الدولي، أعلنت الهند ، 27 يوليو، إرسال شحنة تزن 10أطنان من المساعدات الإنسانية إلى الصومالي، الذي يواجه أزمة إنسانية متفاقمة جراء الصراعات الداخلية والكوارث المناخية المتكررة.
وذكرت وزارة الخارجية الهندية، في بيان رسمي نُشر يوم السبت، أن الشحنة تتضمن أدوية أساسية، معدات جراحية، لوازم طبية حيوية، وإمدادات ضرورية للمستشفيات.
المساعدات الإنسانية إلى الصومال تحمل رسالة تضامن

أظهرت الصور التي نشرتها وزارة الخارجية الهندية على منصتها الرسمية، أن الطرود المرسلة تحمل العلم الوطني الهندي وشعارًا واضحًا: “هدية من شعب وحكومة الهند”، ما يعكس رسالة تضامن قوية تجاه الصومال في وقت يحتاج فيه ملايين السكان إلى الدعم الفوري.
الأزمات المتعددة في الصومال: جفاف وصراعات ونزوح
وفقًا للمفوضية الأوروبية، عانت الصومال لعقود من نزاعات مسلحة وظروف مناخية قاسية، جعلتها واحدة من أكثر الدول احتياجًا للمساعدات الإنسانية.
ويُعدّ الجفاف الذي ضرب البلاد بين عامي 2020 و2023 من أسوأ موجات الجفاف في تاريخها الحديث، إذ أثّر على 90% من الأراضي الصومالية، وتسبب في أزمة خانقة لأكثر من 8 ملايين شخص.
وتفاقمت الأزمة في موسم الأمطار الأخير (أكتوبر – ديسمبر 2023) بسبب ظاهرة النينيو، التي أدت إلى هطول أمطار غزيرة وفيضانات مدمرة أثرت على 2.5 مليون شخص، بينهم 1.2 مليون نازح اضطروا لمغادرة منازلهم.
تهديدات جديدة: ظاهرة النينا وتفاقم الأوضاع حتى 2025

تشهد الصومال حاليًا آثار ظاهرة النينا، المتوقع استمرارها حتى منتصف عام 2025 على الأقل، مما قد يؤدي إلى موجات جفاف جديدة وانخفاض معدلات الأمطار. هذه الظروف تهدد بزيادة انعدام الأمن الغذائي وارتفاع خطر انتشار الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا، فضلًا عن تصاعد الصراعات بين القبائل على الموارد المحدودة، الأمر الذي يبرز الحاجة الملحّة إلى المساعدات الإنسانية إلى الصومال لدعم المتضررين.
أرقام صادمة: نصف السكان بلا مياه نظيفة
- تشير التقديرات إلى أن 47% من سكان الصومال يتأثرون مباشرة بالصراعات والفيضانات والجفاف والنزوح.
- يتوقع أن 6 ملايين شخص سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية منقذة للحياة عام 2025.
- نصف السكان تقريبًا لا يملكون وصولًا إلى مياه شرب نظيفة، كما يعاني 1.8 مليون طفل دون سن الخامسة من خطر سوء التغذية الحاد.
- هناك 4.6 مليون شخص يعانون بالفعل من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
التحديات الصحية ونقص الرعاية

تظل الخدمات الطبية في الصومال محدودة للغاية، خاصة في المناطق الريفية والمحرومة، ما يبرز أهمية المساعدات الإنسانية إلى الصومال في سد الفجوات الصحية وتوفير الإمدادات الأساسية. وتبقى المجتمعات النازحة هي الأكثر هشاشة، إذ تعاني من نقص حاد في الغذاء والرعاية الصحية والمأوى المناسب.
تعرف المزيد: 10 أزمات داخلية تهدد الصومال: الخطر المحلي تجاوز التدخل الخارجي
أهمية المساعدات الإنسانية إلى الصومال
تأتي المبادرات مثل المساعدات الهندية الأخيرة كخطوة ضرورية لدعم الشعب الصومالي في مواجهة الأزمات المتراكمة. ويرى مراقبون أن استمرار الدعم الإقليمي والدولي سيكون حاسمًا لتخفيف معاناة الملايين ومنع تدهور الوضع الإنساني.