في خطوة أمنية غير مسبوقة تعكس تحولًا استراتيجيًا في العلاقة بين القاهرة وأنقرة، حيث قامت السلطات التركية اليوم الثلاثاء، 22 يوليو/تموز، بتسليم محمد عبد الحافظ أحد أبرز رجال الإخوان المسلمين إلى السلطات المصرية، في واحدة من أكثر العمليات حساسية منذ سنوات.
وألقت السلطات التركية القبض على عبد الحافظ، البالغ من العمر 29 عامًا، أثناء عودته من رحلة عمل، بعد ساعات فقط من إعلان وزارة الداخلية المصرية عن تفكيك خلية إرهابية تابعة لتنظيم “حسم”، وتحديد هوية عدد من قادتها الفارين إلى تركيا، يتصدرهم عبد الحافظ نفسه.
تعاون أمني يعكس تحولًا نوعيًا بين السلطات التركية والمصرية
تُعد هذه الخطوة تطورًا كبيرًا في العلاقات التركية المصرية، التي شهدت توترًا حادًا لسنوات، على خلفية استضافة أنقرة لقيادات بارزة في جماعة الإخوان. وباعتقال وتسليم عبدالحافظ أبرز رجال الإخوان المسلمين من الجناح المسلح للتنظيم يعكس تحولًا نوعيًا في سياسات تركيا تجاه الجماعة.
وأوضحت مصادر أمنية أن التعاون بين أجهزة البلدين تجاوز التنسيق التقليدي، ليصل إلى تبادل معلومات استخباراتية حساسة حول المطلوبين المتورطين في أعمال إرهابية ضد الدولة المصرية.
سجل دموي لأبرز رجال الإخوان
ويُعتبر محمد عبد الحافظ من أخطر المطلوبين لدى الأمن المصري، حيث يُتهم بـاغتيال وكيل نيابة ومحاولة اغتيال آخر، بالإضافة إلى انضمامه إلى كتائب عز الدين القسام – الذراع العسكرية لحركة حماس – وتلقيه تدريبات متقدمة في قطاع غزة. وتُظهر التحقيقات أن عبد الحافظ دخل مصر عبر أنفاق سرية بهدف مراقبة تحركات الجيش وقوات الأمن، تمهيدًا لتنفيذ عمليات مسلحة.
الإخوان يبحثون عن ملاذ ثالث
وفيما تستعد القاهرة لاستلام عبدالحافظ خلال الساعات المقبلة، كشفت قناة الحدث نقلًا عن مصادر أن عناصر من جماعة الإخوان المسلمين في تركيا حاولوا الضغط على الحكومة التركية لتسليمه إلى دولة ثالثة بدلًا من مصر، وهو ما قوبل بالرفض، في مؤشر على التحول الاستراتيجي في الموقف التركي من ملف الإخوان.
نهاية مأوى الإخوان في تركيا؟
أثارت عملية تسليم أبرز رجال الإخوان تساؤلات واسعة حول مصير باقي القيادات الإخوانية المقيمة في تركيا. ويخشى عدد من المطلوبين تسليمهم في المرحلة المقبلة، خاصةً أن قائمة المطلوبين المصريين لدى الإنتربول تضم أسماء بارزة قد تكون على جدول التفاوض.
تعرف المزيد: إيران تعلن استئناف المفاوضات النووية مع الترويكا الأوروبية
ويرى مراقبون أن “تسليم محمد عبد الحافظ” من قبل السلطات التركية قد يكون بداية موجة جديدة من عمليات ترحيل قادة الإخوان، خاصةً مع تزايد الضغوط الدولية على أنقرة لمكافحة الإرهاب والحد من استخدام أراضيها كمنصة لتمويل أو تنظيم أنشطة متطرفة.