اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء ينهي تصعيدات دامية شهدتها محافظة السويداء، خلال الأيام الماضية، تصعيدًا خطيرًا تمثل في اشتباكات بين الفصائل الدرزية والقبائل البدوية، بالتوازي مع غارات جوية إسرائيلية على مواقع عسكرية في دمشق، بزعم “حماية الأقلية الدرزية”. هذا التصعيد دفع الأطراف الإقليمية والدولية إلى التدخل لمنع انزلاق الوضع نحو مزيد من الفوضى.
اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء يري النور : تفاصيل وأطراف داعمة
أعلنت وسائل إعلام سورية، صباح السبت 19 يوليو 2025، عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء، وذلك بدعم مباشر من الولايات المتحدة الأميركية، وبالتنسيق مع كل من إسرائيل وتركيا والأردن.
ووفقًا لما صرّح به المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، فقد جاء الاتفاق ثمرة مشاورات مباشرة جمعت بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس السوري أحمد الشرع، في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ سنوات.
يحظى اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء بدعم واسع من دول الجوار، ويهدف بشكل رئيسي إلى “حماية الأقليات ووقف نزيف الدم السوري”، مع دعوة واضحة للطرفين الدروز والبدو لوقف القتال فورًا والتعاون من أجل بناء مستقبل أكثر استقرارًا وسلمًا لسوريا.
أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء: دمج وتفكيك وتنسيق
وقد وُصف الاتفاق بأنه “دقيق ومتعدد المراحل”، وتضمّن البنود التالية:
- عودة مؤسسات الدولة الأمنية والإدارية إلى السويداء.
- دمج مقاتلي الفصائل في الأجهزة الأمنية الرسمية.
- تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من قبل الطرفين: الدروز والبدو.
- دمج الدروز في مستقبل العملية السياسية السورية.
- فتح ممرات آمنة لخروج الرافضين للاتفاق خارج البلاد.
- محاسبة من ارتكب انتهاكات بحق المدنيين من كلا الطرفين وفق القانون.
- تعاون مشترك بين الفصائل المحلية ووحدات الأمن لضمان الاستقرار داخل المحافظة.
تنفيذ ميداني للاتفاق وسط استمرار القلق
صباح السبت، بدأت قوات الأمن العام السورية بالانتشار في مدينة السويداء، لا سيما في المناطق الشمالية والغربية، لضمان تنفيذ بنود الاتفاق. وقد أفادت مصادر رسمية بأن مدينة السويداء باتت خالية من مقاتلي العشائر، في حين توقفت الاشتباكات في معظم الأحياء.
في المقابل، تستمر المخاوف بشأن التزام جميع الأطراف بالاتفاق، خاصة مع اتهامات متبادلة بخرق الهدنة، أبرزها ما جاء من أحد الفصائل الدرزية الذي وصف الطرف الآخر بأنه “لم يلتزم مطلقًا”، مطالبًا بتدخل دولي فوري.
موقف الحكومة السورية:
أكدت الرئاسة السورية في بيان رسمي أن ما جرى في الجنوب ناتج عن “تمدد مجموعات خارجة عن القانون” اتخذت السلاح وسيلة لفرض الأمر الواقع، مشددة على أن “الاعتداء على الأهالي الآمنين وترويع الأطفال أمر مرفوض ومدان”.
ودعت الرئاسة إلى التكاتف الوطني ورفض التصعيد، والعمل على حماية النسيج الاجتماعي المتنوع، مؤكدة أن الحل يجب أن يكون تحت مظلة القانون والدولة.
تحركات دولية مكثفة وتحذيرات أمريكية
وفي تطور لافت، دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الحكومة السورية إلى استخدام أجهزتها الأمنية لمنع دخول “جهاديين عنيفين” إلى السويداء، محذرًا من “مجازر بحق المدنيين”. وأكد أن الولايات المتحدة “منشغلة بشكل كبير” بالتنسيق مع الأطراف المعنية لمنع مزيد من الانزلاق نحو الفوضى.
تعرف المزيد: صراع السويداء.. مجلس القبائل والعشائر السورية يعلن النفير العام
فتح معابر إنسانية وتبادل محتجزين..بناء الثقة
في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء، تقرر فتح معابر إنسانية بين محافظتي درعا والسويداء، أبرزها معبري “بصرى الشام” و”بصر الحرير”، بهدف تسهيل عبور المدنيين وإجلاء المصابين. كما يشمل الاتفاق التنسيق لإجراء عملية تبادل للمحتجزين بين الطرفين خلال 48 ساعة، ضمن خطوات تهدف إلى تهدئة التوترات وتعزيز الثقة المتبادلة.