في تصعيد جديد للحملة العسكرية الأمريكية ضد التنظيمات الإرهابية في الصومال، أعلن البيت الأبيض أن أكثر من 100 عنصر إرهابي تابعين لتنظيمي “داعش” و”حركة الشباب” قُتلوا منذ بداية الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب في يناير 2025. هذا الإعلان، المدعوم بفيديوهات توثيقية من ساحة المعركة، يأتي في وقت تشهد فيه البلاد تدهورًا أمنيًا خطيرًا وتوسعًا في نشاط الجماعات المتطرفة.
الغارات الجوية الأمريكية في الصومال..أداة مركزية في الحرب على الإرهاب
تعد الغارات الجوية الأمريكية في الصومال أحد الأعمدة الأساسية في الحرب ضد الجماعات المتطرفة، حيث كثفت قيادة “أفريكوم” هجماتها ضد معاقل داعش وحركة الشباب في مناطق استراتيجية. وأبرز هذه العمليات كانت في جبال “كال-ميسكاد” شمال شرق البلاد، وهي المنطقة التي تمثل معقلًا تقليديًا لتنظيم داعش. وأسفرت إحدى الضربات عن مقتل 10 مسلحين، مما رفع الحصيلة الإجمالية إلى أكثر من 100 منذ يناير.
استراتيجية ترامب: استهداف دقيق وتفاخر بالنتائج
الرئيس ترامب صرّح بأن الضربات الأخيرة دمرت كهوفًا ومخابئ يستخدمها الإرهابيون، مشددًا على أن العمليات لم تُسفر عن أي أضرار في صفوف المدنيين. وأكد في تصريحاته: “لقد فعلت ما فشل فيه بايدن.. سنجدهم وسنقتلهم”. وتُعد هذه الضربات جزءًا من سياسة “الضربات الدقيقة” التي تبنّتها الإدارة الأمريكية في ولايته الثانية، والموجهة بشكل مباشر لقادة التنظيمات الإرهابية والبُنى التحتية الخاصة بهم.
الغارات الجوية مقابل التواجد البري..جدل التكتيك العسكري
رغم النجاح الواضح ل الغارات الجوية الأمريكية في الصومال، إلا أن بعض المراقبين يشيرون إلى أن غياب التواجد العسكري البري قد يحد من فاعلية هذه العمليات. فخلال ولاية ترامب الأولى، تم تقليص عدد القوات الأمريكية في الصومال من 600 إلى مستويات أقل، ما أضعف من قدرة السيطرة على الأرض. ومع ذلك، يرى محللون أن الاستراتيجية الجوية الحالية هي الأنسب بالنظر إلى حساسية التواجد البري وتكلفته السياسية والأمنية.
التعاون مع قوات بونتلاند..تقدم ميداني مدعوم
الغارات الأمريكية لم تكن منفردة، بل جاءت بدعم مباشر من قوات إقليم بونتلاند، التي حققت تقدمًا ملحوظًا في تطهير عدة مناطق من وجود داعش. وتم الإعلان عن مقتل قيادي بارز في التنظيم خلال هجوم جوي بالتنسيق مع قوات الإقليم، مما يعكس التكامل الميداني بين الولايات الصومالية والدعم الدولي في مكافحة الإرهاب.
من خلال هذا التصعيد، تبعث الإدارة الأمريكية برسالة مزدوجة؛ الأولى إلى الجماعات الإرهابية بأن ضربات واشنطن ستستمر ولن تتوقف، والثانية إلى شركائها الدوليين بأنها لا تزال ملتزمة بأمن القرن الإفريقي. كما تؤكد الولايات المتحدة أن أفريكوم ستواصل دورها في تنفيذ الغارات الجوية الأمريكية في الصومال كجزء من الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار.
هل الغارات كافية لإنهاء الإرهاب في الصومال؟
رغم فاعلية الضربات الجوية، لا يزال خطر الإرهاب قائمًا في الصومال. فتنظيمي الشباب وداعش يتمتعان بمرونة تكتيكية، ويواصلان تجنيد الشباب في المناطق الريفية والفقيرة. لذلك، فإن الغارات الجوية الأمريكية في الصومال لا يمكن أن تكون الحل الوحيد، بل تحتاج إلى دعم سياسي، وإعادة إعمار، وتعزيز الحوكمة المحلية لاقتلاع جذور التطرف.
تعرف المزيد على: استخدام الغذاء كسلاح في الصومال..كيف تحوّله الجماعات الجهادية إلى أداة للسيطرة والتمدد؟