وسط تفاقم الأزمات العالمية وتراجع تمويل العمليات الإنسانية، أعلنت الأمم المتحدة عن تخفيض كبير في حجم المساعدات الإنسانية في الصومال واليمن، مما يهدد حياة ملايين الأشخاص الذين يعتمدون على تلك المساعدات للبقاء.
خفض غير مسبوق في المساعدات الإنسانية في الصومال واليمن : تداعيات تهدد الأرواح
أفاد مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة بأن المنظمة الأممية اضطرت إلى إجراء مراجعة شاملة لخطط الاستجابة الإنسانية خلال الشهرين الماضيين، وذلك نتيجة التخفيضات العالمية الحادة في المساعدات الإنسانية في الصومال واليمن وتمويل الأنشطة الإغاثية. جاء ذلك ضمن خطة وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، لإعادة ضبط العمل الإنساني وترشيد الموارد المحدودة.
ويُعد هذا التخفيض من أكبر التراجعات في المساعدات الإنسانية في الصومال واليمن، ويؤكد حجم التحدي الذي تواجهه الأمم المتحدة وشركاؤها في ظل نقص التمويل العالمي وازدياد حجم الكوارث والنزاعات.
الصومال: تقليص عدد المستفيدين بنسبة 70%
وفقاً للبيانات الجديدة، فإن خطة الاستجابة المعدلة للأمم المتحدة في الصومال تستهدف الآن 1.3 مليون شخص فقط، مقارنة بـ 4.6 ملايين شخص في بداية العام، أي بانخفاض يفوق 70%. كما تم تقليص الميزانية المخصصة لدعم المساعدات الإنسانية من 1.4 مليار دولار إلى نحو 367 مليون دولار فقط.
ويُخشى أن يؤدي هذا التقليص الكبير في المساعدات إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في الصومال بسبب تقلص المساعدات الإنسانية في الصومال واليمن ، خاصة مع استمرار التهديدات الناتجة عن الجفاف المزمن، وانعدام الأمن الغذائي، وانتشار النزاعات المسلحة.
أما في اليمن، فقد خُفضت خطة الاستجابة الإنسانية المعدلة للعام 2025 إلى 1.4 مليار دولار فقط، بهدف الوصول إلى 8.8 ملايين شخص، مقارنةً بالخطة الأصلية التي كانت تستهدف 2.4 مليار دولار لتلبية احتياجات الملايين من المتضررين من الحرب والمجاعات وتدهور النظام الصحي.
ويأتي هذا التراجع في الدعم رغم تأكيد الأمم المتحدة أن الاحتياجات في اليمن لا تزال “مرتفعة وملحة”، في ظل استمرار النزاع المسلح وانهيار البنى التحتية الأساسية.
“الاحتياجات لم تتغير ولكن التمويل هو المشكلة”
شدد مكتب الأمم المتحدة على أن التقليصات لا تعكس انخفاضًا في الاحتياجات الفعلية على الأرض، بل هي نتيجة مباشرة لـ”النقص الهائل في التمويل العالمي”، مشيراً إلى أن جميع الاحتياجات الإنسانية المُدرجة في الخطط الأصلية لعام 2025 لا تزال قائمة ولم تُلغَ.
كما أضاف المكتب الأممي أن المنظمة ستسعى إلى “ضمان وصول أقصى قدر ممكن من المساعدات المنقذة للحياة إلى الفئات الأكثر ضعفًا”، وأن وكيل الأمين العام يعمل على توسيع الاستجابات الإنسانية حال توفر أي موارد إضافية.
خطر يهدد ملايين الأرواح: تحذيرات من كارثة إنسانية
حذرت الأمم المتحدة في بيانها من “عواقب وخيمة” إذا لم يتم تأمين التمويل المطلوب، متوقعة أن يعاني ملايين الأشخاص من الجوع الحاد ونقص المياه النظيفة والتعليم والخدمات الصحية، ما قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفاة وتفشي الأمراض في كلا البلدين.
كما أشار البيان إلى أن بعض المرافق الصحية قد تُغلق بالكامل، ما يضع مزيدًا من الضغط على السكان ويحد من فرصهم في الحصول على العلاج والرعاية الطبية في وقت الأزمات.
دعوة عالمية لإعادة تمويل المساعدات الإنسانية في الصومال واليمن
دعت الأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل وزيادة تمويل المساعدات الإنسانية في الصومال واليمن، مشددة على أن “أي تأخير في الدعم قد يُكلف حياة الآلاف”، وأن الفئات الأكثر هشاشة خاصة الأطفال والنساء وكبار السن هم الأكثر تضرراً من هذه التخفيضات.
تعرف المزيد على: مستقبل بعثة الدعم والاستقرار في الصومال على المحك: الاتحاد الأفريقي يدرس تقليص حجمها بسبب أزمة التمويل