في تطور أمني خطير يُسلّط الضوء مجددًا على هشاشة الوضع الأمني في العاصمة الصومالية، أعلنت الشرطة الصومالية اعتقال عدد من المشتبهين في جرائم السطو في مقديشو، من بينها حادثة اغتيال ضابط شرطة بارز.
الخبر أعاد القلق الشعبي إلى الواجهة، وسط دعوات متزايدة للسيطرة على الانفلات الأمني الذي يهدد حياة المدنيين والعسكريين على حد سواء.
تفاصيل الاعتقالات وجرائم السطو في مقديشو:
أعلن المتحدث باسم الشرطة، عبد الفتاح آدم حسن، يوم الأربعاء أن قوات الأمن ألقت القبض على خمسة أشخاص يُشتبه في تورطهم المباشر في مقتل العقيد عبد القادر عقال، أحد كبار ضباط الشرطة في العاصمة مقديشو.
ووقعت الجريمة في حي هدن وسط العاصمة، حيث تم إطلاق النار على العقيد في حادثة وصفها مسؤولون بـ”الجبانة” والمخطط لها مسبقًا.
وأوضح المتحدث أن التحقيقات لا تزال جارية مع المتهمين، مشيرًا إلى أن الأدلة الأولية تشير إلى تورطهم في سلسلة من عمليات جريمة السطو في مقديشو المسلح المنظمة.
تصاعد جريمة السطو في مقديشو:
تعاني العاصمة الصومالية مؤخرًا من موجة متزايدة من السرقات الليلية والسطو المسلح، حيث تُسجّل البلاغات الأمنية ارتفاعًا ملحوظًا في هذه الجرائم، ما يزيد من الضغط على قوات الشرطة التي تعاني من نقص في التجهيزات والدعم الفني.
وقد أثارت هذه الحوادث مخاوف السكان، خاصة مع استهداف شخصيات أمنية، مما يعكس مدى جرأة الجماعات الإجرامية وتنامي شعورها بالإفلات من العقاب.
وعود بتكثيف العمليات الأمنية:
في محاولة لطمأنة الشارع الصومالي، تعهدت الشرطة في بيانها الأخير بـ”تكثيف الحملات الأمنية في مختلف أنحاء العاصمة”، مشيرة إلى خطط لشن مداهمات ليلية وتوسيع نطاق الدوريات في الأحياء الأكثر تعرضًا لجرائم السطو في مقديشو.
وأكد المتحدث أن “الشرطة لن تتهاون مع أي تهديد يمس حياة المواطنين أو كوادرها الأمنية”، داعيًا السكان إلى التعاون مع قوات الأمن والإبلاغ الفوري عن أي تحركات مشبوهة.
نظرة أوسع على المشهد الأمني:
ورغم التحركات الأمنية، إلا أن مراقبين يرون أن المشكلة الأمنية في تتجاوز جرائم السطو في مقديشو والجرائم الفردية، لتتصل بأزمات أعمق، تشمل ضعف التنسيق بين الأجهزة الأمنية، وانتشار السلاح، وتسلل عناصر من الجماعات المتطرفة إلى العاصمة.
كما يشير البعض إلى ضرورة إجراء إصلاحات هيكلية داخل المؤسسة الأمنية، وزيادة رواتب الجنود، وتحسين آليات التدريب والمراقبة الميدانية.
حادثة مقتل العقيد عبد القادر عقال ليست مجرد جريمة عابرة، بل مؤشر خطير على تفاقم التحديات الأمنية وجريمة السطو في مقديشو.
ومع اعتقال عدد من المشتبهين، يبقى الرهان الحقيقي على قدرة السلطات على تفكيك الشبكات الإجرامية من جذورها، وفرض هيبة الدولة في شوارع العاصمة.
تعرف المزيد على: الفساد في الصومال: أين تقع الصومال في قائمة أكثر البلاد فسادًا؟