في ظل التحديات السياسية والاقتصادية المتصاعدة التي تشهدها المنطقة العربية، تتجه الأنظار إلى قمة بغداد العربية المرتقبة، والتي تمثل فرصة تاريخية للدول العربية لإعادة صياغة علاقاتها المشتركة. وفي هذا السياق، جاءت مباحثات وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ونظيره الصومالي عبد السلام عبدي علي، لتؤكد أهمية العلاقات العراقية الصومالية كرافعة لتعاون عربي أشمل.
لقاء دبلوماسي يعكس عمق العلاقات العراقية الصومالية
استقبل وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، نظيره الصومالي عبد السلام عبدي علي، في العاصمة بغداد، وذلك ضمن التحضيرات الجارية لعقد القمة العربية. وقد أكد الوزيران خلال اللقاء على عمق العلاقات العراقية الصومالية وحرص البلدين على تعزيز أواصر التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وأشار الوزير العراقي إلى أهمية تطوير العلاقات الأخوية مع الصومال، مؤكدًا التزام بغداد بدعم التضامن العربي وتعزيز التنسيق السياسي والدبلوماسي بين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية.
دعوة لاستثمار قمة بغداد في إطلاق مبادرات عربية
أبرزت المباحثات بين الجانبين أهمية استثمار قمة بغداد المقبلة لإطلاق مبادرات مشتركة تسهم في التصدي للتحديات الإقليمية، خاصة على الصعيدين السياسي والاقتصادي. وأكد الوزيران أن القمة تمثل فرصة لتعزيز العمل العربي المشترك، واستعادة العراق لدوره المحوري في دعم القضايا العربية الأساسية.
تنشيط الآليات الثنائية بين العراق والصومال
ناقش الجانبان ضرورة تفعيل اللجنة المشتركة العراقية الصومالية في أقرب وقت، لما لها من دور فعال في تعميق الشراكة الثنائية، وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والأمني والتنموي بين البلدين.
كما شدد الطرفان على أهمية وجود آليات تنسيق فعالة لدعم المصالح المتبادلة وتعزيز التعاون السياسي في المحافل الدولية والإقليمية.
دعم الحوار كخيار لحل الأزمات
أعادت بغداد ومقديشو التأكيد على موقفهما الداعم لـ الحوار كحل أساسي للأزمات الإقليمية، لاسيما في الملفين السوري واللبناني. وأكدا أن الاستقرار الإقليمي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الحلول السياسية المستدامة، التي تضمن وحدة الدول واحترام سيادتها وتعزز من أمن شعوبها.
دعوة رسمية لزيارة الصومال
في ختام اللقاء، وجّه الوزير الصومالي عبد السلام عبدي دعوة رسمية إلى نظيره العراقي فؤاد حسين لزيارة مقديشو. وأكد أن الزيارة ستسهم في توسيع نطاق العلاقات العراقية الصومالية، ورفع مستوى التنسيق المشترك بما يحقق المصالح المشتركة.
أهمية العلاقات العراقية الصومالية في السياق العربي
تمثل العلاقات العراقية الصومالية نموذجًا إيجابيًا يمكن تعميمه على مستوى التعاون العربي، خاصة بين الدول التي تمر بظروف انتقالية وتسعى لتعزيز الاستقرار من خلال الشراكات الثنائية. كما تعكس رغبة الطرفين في تجاوز التحديات بالتكامل لا التنافر، وهو ما تحتاجه المنطقة في هذه المرحلة الحرجة.
العلاقات العراقية الصومالية في مسار استراتيجي
من خلال هذا اللقاء المهم، تتجه العلاقات العراقية الصومالية نحو مرحلة أكثر استراتيجية وفاعلية. وإذا ما تم استثمار قمة بغداد بالشكل الأمثل، فقد نشهد مبادرات عربية حقيقية تغير من واقع المنطقة، وتنقلها من التوتر إلى الاستقرار، ومن الأزمات إلى التنمية.
تعرف المزيد على: الفساد في الصومال: أين تقع الصومال في قائمة أكثر البلاد فسادًا؟