نفذت الحكومة الفيدرالية الصومالية، بالتعاون مع القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا، ضربة جوية دقيقة ضد مواقع لتنظيم داعش الإرهابي، في إطار الجهود المشتركة لمحاربة الإرهاب وتفكيك البنية التحتية للتنظيمات المتطرفة داخل البلاد.
تفاصيل العملية الجوية: موقع استراتيجي في بونتلاند
استهدفت الضربة الجوية التي نُفذت يوم الإثنين مجموعة من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي على بعد حوالي 70 كيلومترًا جنوب شرق مدينة “بوصاصو”، في محافظة بري، التابعة لولاية بونتلاند شمال شرقي البلاد.
ووفقًا للمعلومات الصادرة عن وكالة الأنباء الصومالية، فإن الهجوم تم تنسيقه ضد تنظيم داعش الإرهابي بدقة عالية بين الجهات الأمنية الصومالية وقوات أفريكوم، لضمان توجيه الضربة نحو تجمعات حيوية لعناصر التنظيم.
الهدف العسكري: تدمير قدرات تنظيم داعش الإرهابي وتأمين المنطقة
تأتي الضربة الجوية ضد مواقع تنظيم داعش الإرهابي في بونتلاند كجزء من استراتيجية أمنية موسعة تهدف إلى تجفيف منابع الإرهاب في الشمال الصومالي، ومنع إعادة تجميع التنظيم لعناصره أو تخطيطه لهجمات جديدة ضد المدنيين أو القوات الحكومية.
العملية التي لا تزال مستمرة، تركّز على استكمال جمع المعلومات الميدانية حول الخسائر التي لحقت بالتنظيم، والتأكد من تفكيك مراكزه الحيوية التي كانت تُستخدم للتخطيط والتدريب والتمويل.
أشادت الحكومة الصومالية بالتنسيق العسكري والاستخباراتي مع القيادة الأمريكية في إفريقيا، والذي اعتبرته خطوة مهمة ضمن التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في القرن الإفريقي.
ويعكس هذا التعاون المتزايد التزام الولايات المتحدة بمساندة الحكومة الصومالية في جهودها لبناء مؤسسات أمنية قوية، قادرة على مواجهة التهديدات العابرة للحدود التي يمثلها تنظيم داعش وغيره من التنظيمات المسلحة.
أوضحت الجهات الأمنية أن قوات درويش بونتلاند تتابع ميدانيًا نتائج الضربة الجوية، وتُكمل العمليات البرية المساندة لها من خلال تمشيط المنطقة، وتأمين المواقع التي تم استهدافها لضمان عدم بقاء أي خلايا نائمة أو آثار لتنظيم داعش.
وأكدت القوات المحلية أن الضربة تمثل دعمًا مباشرًا للعمليات العسكرية الجارية على الأرض، والتي تهدف إلى استئصال فلول الإرهاب من المنطقة نهائيًا.
دلالات استراتيجية: بوصاصو في مرمى المواجهة
تُعتبر منطقة “بوصاصو” ومحيطها من المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة، حيث تمثل نقطة ربط بين الشمال والموانئ الحيوية على ساحل المحيط الهندي. وقد سعى تنظيم داعش الإرهابي إلى استغلال الطبيعة الجغرافية للمنطقة لتمركز خلاياه، وتجنيد أفراد جدد، وتخزين الأسلحة.
وتُظهر الضربة الجوية في بونتلاند مدى تطور القدرات الاستخباراتية والتكتيكية للحكومة الصومالية وشركائها، خاصة في تحديد مواقع العدو بدقة، وتنفيذ عمليات جراحية ذات طابع استباقي.
رسالة واضحة للجماعات الإرهابية
توجه هذه العملية رسالة واضحة للجماعات الإرهابية الناشطة في الصومال، مفادها أن لا مكان آمن بعد الآن لأي تنظيم يهدد أمن البلاد. وتؤكد الحكومة الصومالية من جديد التزامها التام بملاحقة الجماعات المسلحة حتى القضاء عليها، مهما كانت أماكن تمركزها.
الاستقرار في بونتلاند: أولوية وطنية
في ظل تنامي التحديات الأمنية، تشكل بونتلاند واحدة من أولويات الحكومة في إطار الحملة الوطنية لمكافحة الإرهاب، حيث تسعى السلطات إلى إعادة بسط سيطرة الدولة على كافة المناطق، وإعادة الخدمات الأساسية إلى المواطنين.
ويُنتظر أن تكون هذه الضربة بداية لسلسلة من العمليات المتقدمة التي تستهدف تنظيف الإقليم من أي تهديدات، بالتعاون الوثيق مع الشركاء الدوليين.
ضربة نوعية ضمن معركة شاملة لإنهاء الإرهاب
تعكس هذه الضربة الجوية التي نفذتها الصومال ضد مواقع داعش الإرهابي في بونتلاند، تطورًا نوعيًا في قدرة الدولة على شن عمليات دقيقة بالتنسيق مع الحلفاء الدوليين. وتؤكد أن الحرب ضد الإرهاب دخلت مرحلة جديدة من الحسم، تعتمد على القوة الموجهة والتعاون الأمني المتكامل، نحو مستقبل آمن ومستقر.
تعرف المزيد على: الجيش الوطني ينفذ عملية نوعية ضد الخوارج في محافظة باي