ترامب يحدد موقف أمريكا من الاعتراف بأرض الصومال، في خطوة أثارت اهتمامًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، جاء إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليحسم الجدل مؤقتًا حول موقف واشنطن من الاعتراف بأرض الصومال، وبينما سارعت إسرائيل إلى الاعتراف بالإقليم كدولة مستقلة ذات سيادة.
فضّل ترامب التمسك بالخط التقليدي للسياسة الأمريكية، رافضًا الاعتراف، في توقيت بالغ الحساسية إقليميًا ودوليًا. ويعكس هذا الموقف تداخلًا معقدًا بين حسابات القانون الدولي، والتحالفات السياسية، وتوازنات الأمن في الشرق الأوسط والقرن الإفريقي.
إذ ترامب يحدد موقف أميركا من الاعتراف بأرض الصومال، في تصريح مباشر.
موقف الرسمي للرئيس الامريكي.

في مقابلة نشرتها صحيفة نيويورك بوست، سُئل ترامب بشكل صريح عمّا إذا كان سيتبنى موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويعترف بأرض الصومال، وجاء الرد مختصرًا وحاسمًا: «لا». ولم يكتف بذلك، بل أضاف متسائلًا: «هل يعرف أحد ما هي أرض الصومال حقًا؟»، في إشارة فهمها مراقبون على أنها تشكيك في الوعي الدولي بالإقليم وقضيته.
ترامب يحدد موقف أميركا من الاعتراف بأرض الصومال.
مع إبقاء هامش للمراجعة وضوح الرفض، لم يغلق ترامب الباب بالكامل، إذ قال إن «كل شيء قيد الدراسة»، مؤكدًا أنه يراجع العديد من الملفات قبل اتخاذ قراراته النهائية. وأضاف: «أنا أدرس الكثير من الأمور، ودائمًا ما أتخذ قرارات صائبة، وتثبت صحتها لاحقًا». هذا التصريح ترك مساحة رمادية، تعكس نهج ترامب القائم على المساومة السياسية وعدم حرق الأوراق مبكرًا.
الخطوة الإسرائيلية: اعتراف غير مسبوق
أعلنت إسرائيل أنها أصبحت أول دولة في العالم تعترف رسميًا بأرض الصومال، كدولة مستقلة. وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نتنياهو وقّع اتفاق اعتراف متبادل مع رئيس الإقليم عبد الرحمن محمد عبد الله، واصفًا «أرض الصومال» بأنها «دولة مستقلة وذات سيادة». كما وجّه نتنياهو دعوة رسمية لرئيس الإقليم لزيارة إسرائيل، في خطوة تحمل دلالات سياسية عميقة.
ترامب يحدد موقف أميركا من الاعتراف بأرض الصومال، في سياق تفاوضي أوسعبحسب تقارير وكالة بلومبرغ، جاء الإعلان الإسرائيلي قبل محادثات مقررة في 29 ديسمبر بين نتنياهو وترامب في منتجع مارالاغو. ومن المتوقع أن تتناول هذه المحادثات وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة، إلى جانب الجهود الأوسع لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. ويرى محللون أن ملف «أرض الصومال» قد يكون جزءًا من أوراق التفاوض غير المعلنة بين الجانبين.
أرض الصومال: ثلاثة عقود من الحكم الذاتي

من جانبه، أعلن رئيس «أرض الصومال» عبد الرحمن محمد عبد الله أن الإقليم، وبعد أكثر من ثلاثين عامًا من الحكم الذاتي، حصل أخيرًا على أول اعتراف رسمي كدولة مستقلة. ويعتبر قادة الإقليم هذا الاعتراف إنجازًا تاريخيًا تتويجًا لمساعٍ سياسية ودبلوماسية طويلة، تهدف إلى انتزاع الشرعية الدولية.
ترامب يحدد موقف أميركا من الاعتراف بأرض الصومال، وسط رفض صومالي غاضب، وفي المقابل، جاء رد الحكومة الفيدرالية الصومالية سريعًا وحادًا، إذ دانت الخطوة الإسرائيلية ووصفتها بأنها «اعتداء مباشر على سيادة الصومال ووحدة أراضيه». وأكدت مقديشو تمسكها بالشرعية الدولية التي لا تعترف إلا بالصومال دولة موحدة، محذرة من تداعيات خطيرة قد تترتب على تشجيع النزعات الانفصالية.
الأبعاد الإقليمية والدولية للقرار
يحظى إقليم «أرض الصومال» بموقع استراتيجي بالغ الأهمية على خليج عدن وبالقرب من مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية العالمية. ولهذا، فإن أي تغيير في وضعه القانوني قد ينعكس على أمن البحر الأحمر والتجارة الدولية. ومن هنا، يرى مراقبون أن واشنطن تفضّل الحذر وعدم الانجرار وراء خطوات أحادية قد تربك المشهد الإقليمي.
بين القانون والسياسة
من منظور القانون الدولي، لا يزال الإقليم يُعد جزءًا لا يتجزأ من جمهورية الصومال. ويخشى خبراء أن يشكل الاعتراف به سابقة قد تشجع حركات انفصالية أخرى في إفريقيا. لذلك، يفسر الموقف الأمريكي الرافض على أنه محاولة للحفاظ على التوازن القانوني ومنع فتح أبواب جديدة للصراعات.
لمعرفة المزيد: إشادة عربية بالانتخابات البلدية المباشرة في الصومال باعتبارها ركيزة لبناء الدولة الوطنية
صورة خاتمة ترامب يحدد موقف أمريكا من الاعتراف بأرض الصومال

في المحصلة، يعكس إعلان أن ترامب يحدد موقف أمريكا من الاعتراف بأرض الصومال، سياسة تقوم على التريث والحسابات الدقيقة. فبينما تمضي إسرائيل في توسيع دائرة اعترافاتها وتحالفاتها، تفضل الولايات المتحدة عدم اتخاذ خطوة قد تعقّد ملفات إقليمية حساسة، من القرن الإفريقي إلى غزة والشرق الأوسط. ويبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كان هذا الموقف سيظل ثابتًا، أم أن تطورات السياسة الدولية قد تفرض إعادة النظر فيه مستقبلاً.
