خطر المجاعة يطرق أبواب الصومال، تصاعد الجوع في ولاية الجنوب الغربي، حيث حذر مسؤولون صوماليون من أن البلاد تقف على حافة كارثة إنسانية جديدة، حيث يلوح خطر المجاعة يطرق أبواب الصومال مع بداية عام 2026. وأكد ناصر عروش، وزير الشؤون الإنسانية في ولاية الجنوب الغربي، أن تخفيضات المساعدات الدولية أدت إلى تدهور سريع في الأمن الغذائي، خاصة في واحدة من أكثر ولايات البلاد هشاشة. ووفق بيانات رسمية، تضاعف عدد الأشخاص المصنفين في حالة “طوارئ غذائية” ثلاث مرات خلال عام واحد فقط.
أرقام تنذر بكارثة وشيكة

تشير بيانات وحدة تقييم الأمن الغذائي والتغذية (FSNAU) إلى أن عدد من يعيشون في المرحلة الرابعة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي ارتفع من 72 ألفاً إلى 227 ألفاً في ولاية يبلغ عدد سكانها 4.2 مليون نسمة. هذه المؤشرات تعيد إلى الأذهان مأساة عام 2011، حين ضربت المجاعة أجزاء واسعة من البلاد. اليوم، يعود خطر المجاعة يطرق أبواب الصومال من جديد، لكن في ظل موارد أقل واستجابة أضعف.
تراجع التمويل وإغلاق العيادات
عادةً ما تشهد حالات الطوارئ الغذائية زيادة في الدعم عبر “إعادة برمجة” الموارد، إلا أن هذا العام مختلف. يقول عروش إن المانحين لم يتحركوا بالشكل المتوقع، ما عمّق الأزمة. ويؤكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن 21% فقط من خطة الاستجابة البالغة 1.4 مليار دولار تم تمويلها. نتيجة لذلك، أُغلقت نحو 170 عيادة صحية، بينما تضطر الأمهات لقطع عشرات الكيلومترات بحثاً عن علاج لأطفالهن، في وقت يزداد فيه خطر المجاعة يطرق أبواب الصومال وضوحاً.
الأطفال في قلب المأساة

الأمم المتحدة تقدر أن 4.4 مليون شخص في الصومال يعانون من مستويات خطيرة من الجوع، من بينهم 1.9 مليون طفل دون سن الخامسة مصابون بسوء تغذية حاد. نحو 400 ألف طفل يواجهون تهديداً مباشراً للحياة، ما يجعل خطر المجاعة يطرق أبواب الصومال قضية إنسانية ملحة لا تحتمل التأجيل.
لمعرفة المزيد: الصومال والأمم المتحدة يرسخان حماية الأطفال في زمن النزاعات
صورة خاتمة خطر المجاعة يطرق أبواب الصومال

تتفاقم الأزمة بفعل الصراع المزمن والصدمات المناخية المتكررة، ومع توقع ضعف موسم الأمطار، تبدو التوقعات قاتمة. يحذر المسؤولون من أن آثار خفض المساعدات ستبلغ ذروتها في الأشهر الأولى من العام المقبل. وبينما تواصل السلطات والمنظمات غير الحكومية طرق أبواب السفارات والمانحين، يبقى الأمل معلقاً على تحرك عاجل، لأن خطر المجاعة يطرق أبواب الصومال، وأي تأخير قد يعني تكرار واحدة من أسوأ المآسي الإنسانية في التاريخ الحديث.
