انطلاقة مرتقبة قبل نهاية 2025، حيث تستعد الصومال لخطوة تاريخية تتمثل في، عودة الخطوط الجوية الصومالية، إلى الأجواء مجدداً قبل نهاية عام 2025، وفق ما أعلنه وزير النقل والطيران المدني محمد فرح نوح خلال احتفالات اليوم الدولي للطيران المدني في مقديشو. وأكد الوزير أن الحكومة الفيدرالية استكملت إنشاء مجلس إدارة الشركة، وأعدت الإطار التنظيمي الذي سيقود عملياتها، إلى جانب إبرام شراكات دولية وشراء طائرات حديثة من طراز A320-200.
وأشار نوح إلى أن العملية تمضي بثقة، مع حرص الحكومة على أن تعود الناقلة الوطنية للتحليق رافعة علم الصومال داخل البلاد وخارجها. وكانت الحكومة قد أعلنت في يوليو/تموز 2025 عن شراء طائرتين، مع خطط لإضافة طائرتين أو ثلاث في عام 2026 ضمن برنامج تدريجي لتوسيع الأسطول، رغم عدم تأكيد الجهات المختصة للجهة المؤجرة أو الأرقام التسلسلية للطائرات.
توسّع شركات الطيران في الأجواء الصومالية

بالتزامن مع خطط عودة الخطوط الجوية الصومالية، كشف وزير النقل أن أربع شركات طيران دولية جديدة ستبدأ قريباً تشغيل رحلاتها إلى الصومال، دون الكشف عن أسمائها. وتشهد مقديشو اليوم حضور 13 شركة دولية من بينها الخطوط الإثيوبية والتركية والقطرية والأوغندية ومصر للطيران، إلى جانب عدة ناقلات كينية وجيبوتية. ويعكس هذا الإقبال الدولي المتزايد تحسّن بيئة النقل الجوي في البلاد واستعادة الثقة في قطاع الطيران الصومالي.
إصلاحات واسعة في البنية التحتية والسياسات

تأتي عودة الخطوط الجوية الصومالي، ضمن رؤية شاملة لإعادة هيكلة قطاع النقل الجوي في البلاد. وبعد توقف الشركة الوطنية منذ عام 1991 بفعل الحرب الأهلية، بدأت الحكومة في تنفيذ إصلاحات مؤسسية وتقنية تهدف إلى إعادة بناء النظام الجوي بشكل كامل. واستعادت الصومال مؤخراً المجال الجوي من الفئة (أ)، كما أعادت كل خدمات مراقبة الحركة الجوية، ورفعت مطار مقديشو إلى أعلى معايير السلامة والأمن المعتمدة من منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو). وشهدت البنية التحتية للمطار تحسينات مهمة، منها توسعة ساحة وقوف الطائرات لاستيعاب عدد أكبر من العمليات المتزامنة، وتجديد المدرجات ومرافق مبنى الركاب لتلبية المعايير الدولية. كما أدخلت الوزارة أنظمة رقمية للحدود والتأشيرات الإلكترونية، بالإضافة إلى تطبيق نظام تصريح السفر الإلكتروني الإلزامي (ETA) لجميع المسافرين القادمين.
إعادة الاندماج في منظومة الطيران العالمية

ضمن جهود دعم عودة الخطوط الجوية الصومالية، عملت الوزارة على تعزيز الحوكمة المالية وتطوير الإطار التشريعي لقطاع النقل عبر وضع سياسة وطنية موحدة تشمل النقل الجوي والبري والبحري. وتم توسيع برامج تدريب الموظفين وتحسين إدارة الحركة الجوية بما يضمن سير العمليات بكفاءة ومسؤولية. من جانب آخر، شكّل انضمام الصومال مجدداً إلى خطة الفوترة والتسوية التابعة للاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) بعد 33 عاماً خطوة محورية لإعادة دمج البلاد في شبكة النقل العالمية. ويجري العمل حالياً على إعادة رمز الدولة الصومالي ضمن هذه المنظومة، بما يعزز جاهزية البلاد لاستقبال موقعها الطبيعي في صناعة الطيران.
لمعرفة المزيد: الجيش الصومالي يحبط محاولة تفجير في مقديشو
صورة خاتمة عودة الخطوط الجوية الصومالية

في إطار الاستعدادات النهائية لمرحلة التشغيل، تواصل الحكومة تهيئة كل المتطلبات الفنية والإدارية لضمان نجاح عودة الخطوط الجوية الصومالية، وتثبيت حضورها مجدداً كرمز وطني ورافعة اقتصادية تسهم في ربط البلاد بالعالم ودعم النمو والتنمية.