انهيار تاريخي الريال الإيراني يهبط إلى أدنى مستوى في تاريخه، حيث شهدت الاقتصاد الإيراني واحدة من أكثر مراحل هشاشة في العقود الأخيرة، بعدما سجل الريال الإيراني انهيارًا غير مسبوق، انهيار تاريخي الريال الإيراني يهبط إلى أدنى مستوى في تاريخه، ليصل في السوق الحرة إلى نحو 1.25 مليون ريال مقابل الدولار الواحد، وفق ما أكدته عدة وكالات إيرانية بينها «تسنيم» و«فارس». هذا التراجع ليس مجرد رقم جديد في مسار العملة، بل مؤشر واضح على عمق الأزمة الاقتصادية التي تتفاقم يومًا بعد يوم.
سياسات حكومية تولد ضغوطًا على سوق الصرف

ترجع وسائل إعلام إيرانية جزءًا كبيرًا من الانهيار الحالي إلى القرارات الحكومية الأخيرة التي فتحت الباب أمام المستوردين للحصول على الدولار من السوق الحرة. وفي حين يعتمد المواطنون على هذه السوق أساسًا لتأمين مدخراتهم أو شراء العملات الأجنبية، ساهم دخول الشركات إليها في زيادة الطلب بشكل حاد، وهو ما ضاعف الضغط على العملة وأفقد الريال المزيد من قيمته.
ويأتي ذلك في وقت يتذكر فيه الإيرانيون كيف كان سعر الصرف عام 2018 عند حدود 55 ألف ريال للدولار، قبل أن تعيد إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فرض العقوبات تحت شعار «الضغط الأقصى». تلك العقوبات قلّصت صادرات النفط وحرمت طهران من مواردها الأساسية من العملة الأجنبية. واليوم، ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، تجددت المخاوف من توسّع العقوبات، خاصة بعد استهدافه للشركات التي تشتري النفط الإيراني بأسعار منخفضة.
تضخم متصاعد ومعيشة تزداد صعوبة

الانعكاسات المعيشية باتت واضحة؛ فأسعار اللحوم، الأرز، والمواد الأساسية تجاوزت قدرة الكثير من الأسر. ويؤكد «مركز الإحصاء الإيراني» أن معدّل التضخم السنوي بلغ 48.6% في أكتوبر، وهو أعلى مستوى منذ 40 شهرًا. هذا الارتفاع يضعف القوة الشرائية ويجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة، خاصة مع تزايد المخاوف من صراع جديد بين إيران وإسرائيل قد يزيد المشهد تعقيدًا.
ركود اقتصادي قادم وتحديات غير مسبوقة
ويحذر البنك الدولي من ركود اقتصادي متوقع خلال العامين المقبلين، مع انكماش يقدر 1.7 في 2025 و2.8% في 2026. ورغم هذا المشهد القاتم، أعلنت الحكومة مؤخرًا أنها ستتجه لرفع أسعار الوقود اعتبارًا من ديسمبر، في خطوة ستجعل السائقين الذين يستهلكون أكثر من 100 لتر شهريًا الأكثر تأثرًا.
لمعرفة المزيد: مباحثات صومالية تركية لتطوير الموانئ وتعزيز الشراكة البحرية

وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن انهيار تاريخي الريال الإيراني يهبط إلى أدنى مستوى في تاريخه ليس حدثًا عابرًا، بل عنوانًا لأزمة اقتصادية تتعمق وتحتاج حلولًا جذرية تتجاوز الإجراءات التقليدية.
