تتفاقم ملامح كارثة العطش تقترب من جنوب الصومال مع تسارع الجفاف في ولايات جوبالاند الجنوبية، حيث بدأت أهم مصادر المياه في الجفاف التدريجي، مهددة حياة مئات الآلاف. وتشهد مناطق بارديري، بلد حاوه، عيل واق، دولو، غربهاري، ولوق، في إقليم جدو، أزمة غير مسبوقة مع تراجع الأمطار وفشل المواسم المطرية المتتالية.
وتشير السلطات المحلية إلى أن كارثة العطش تقترب من جنوب الصومال مع تسجيل أكثر من 570 ألف شخص في مواجهة نقص حاد في المياه، منهم 213,300 في ستة أقاليم رئيسية، إضافة إلى ربع مليون في جوبا السفلى وأكثر من 100 ألف في جوبا الوسطى، وسط توقعات بارتفاع الأعداد خلال الأسابيع المقبلة.
مواسم مطرية فاشلة وتداعيات متراكمة
تدهور الوضع بعد الأداء الضعيف لأمطار أبريل ويونيو، وفشل أمطار أكتوبر، ديسمبر بالكامل، في ظل صدمات مناخية متكررة ونقص حاد في التمويل الإنساني. وفي هذا السياق، يؤكد التقرير الميداني أن كارثة العطش تقترب من جنوب الصومال مع اضطرار العائلات للسير لمسافات قد تصل إلى 30 كيلومترًا للحصول على الماء، بينما ارتفعت أسعار الجالون الواحد إلى 10 دولارات، مقارنة بثلاثة أو أربع دولارات سابقًا.
قرية سيناى
في الأول من ديسمبر، كشف تقييم أجرته منسقية الشؤون الإنسانية عن أوضاع خطيرة في قرية سيناى، شمال دولو، حيث لم تهطل الأمطار منذ ستة أشهر، وجفت النباتات تماما، وتحول الخزان الذي شيدته المنظمات الإنسانية إلى حفرة خاوية.
كما يؤكد السكان أن كارثة العطش تقترب من جنوب الصومال مع توقف منظمة “لايف لاين جدو” عن ضخ المياه بسبب نفاد التمويل بعد أن كانت توفر 10 آلاف لتر يوميًا.

ضغط كبير على الخدمات الصحية
يضم التجمع نحو 200 أسرة، غير أن ثلاثة أضعاف هذا العدد من الرحل يعتمدون على خدماته، ما رفع أعداد طالبي الرعاية الصحية.
ويقول العاملون في العيادة إن عدد المرضى تضاعف بسبب الجفاف، في مؤشر إضافي على أن كارثة العطش تقترب من جنوب الصومال وتفرض تبعات صحية خطيرة على المجتمعات الضعيفة.
انحسار الأنهار تهديد للأمن الغذائي
في مدينة دولو، التي تعتمد على نهري جوبا وداوا، انخفض منسوب الأنهار بشكل غير مسبوق، لتبرز ملامح جديدة تؤكد أن كارثة العطش تقترب من جنوب الصومال.
ويحذر مسؤولو وزارة المياه من أن استمرار انخفاض المنسوب سيؤثر على جودة المياه وصحة المجتمعات، إضافة إلى تراجع أنشطة الزراعة المروية وتدهور إنتاج المحاصيل.
برنامج «سوالم» التابع لمنظمة الأغذية والزراعة أشار إلى أن موسم يناير 2026 سيشهد إنتاجًا ضعيفًا بسبب ضعف الإنبات وجفاف التربة، ما جعل بعض المناطق الزراعية الخصبة، مثل دولو وجمامي، غير صالحة للزراعة.

النزوح المتزايد
توقعت المنظمات الإنسانية موجة نزوح جديدة مع بحث الأسر الرعوية عن الماء والمراعي. الحركة باتجاه إثيوبيا وكينيا ازدادت، إضافة إلى تدفق النازحين نحو دولو التي تضم نصف سكانها من النازحين أصلًا.
وتجسد قصة فاطمة علي، أم لستة أطفال، حجم الأزمة، إذ قطعت 170 كيلومترًا من منطقة باكول بحثًا عن المساعدة بعد أن فقدت مصدر دخلها وفشلت أمطار عام كامل في إنقاذ مزارع القرية. شهادتها تكشف حجم الألم وتؤكد بالوقائع أن كارثة العطش تقترب من جنوب الصومال.
سقوط أسعار الماشية ضربة للاقتصاد المحلي
الماشية، الركيزة الاقتصادية الأساسية للرعاة، تواجه تهديدًا وجوديًا، إذ تشير السلطات إلى أن أكثر من 2 مليون رأس معرضة للهلاك. وفي أسواق دولو، تراجعت حركة البيع وانخفضت الأسعار بنسبة 50%، حيث صار الناس يعرضون أفضل حيواناتهم فقط بعد أن بات الهزيل منها بلا قيمة تقريبًا.

لمعرفة المزيد: زيادة مقلقة في سرطان نادر بين الشباب والعلماء يبحثون عن تفسير
تطلق حكومة جوبالاند ومعها المنظمات الإنسانية نداءات عاجلة لتفادي انهيار سبل العيش في المناطق الرعوية والزراعية. فالتمويل المتاح لا يتجاوز 24% من خطة الاستجابة لعام 2025، ما يعمق المخاوف من أن تتحول الأزمة إلى كارثة مفتوحة، خاصة مع التأكيد أن كارثة العطش تقترب من جنوب الصومال وقد تشعل توترات بين المجتمعات، كما يحدث بالفعل في جوبا الوسطى.
