الصومال يفتح أبوابه للسودانيين، في مشهد يعكس عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين الصومالي والسوداني، استقبلت وزارة التعليم الصومالية أول دفعة من الطلاب السودانيين الذين وصلوا إلى مقديشو لبدء دراستهم الجامعية ضمن برنامج المنح الحكومية الجديدة الذي أعلنته الصومال مؤخراً.
وجرى الاحتفاء بالطلاب في حفل رسمي بمقر الوزارة، بحضور مسؤولين حكوميين وأكاديميين، الذين أكدوا أن هذه المبادرة تمثل منعطفاً مهماً في مسار التعاون بين البلدين.
مقديشو تستقبل طلاب السودان في خطوة تعزز التعاون التعليمي

خلال الحفل، شدد وزير التعليم الصومالي فراح شيخ عبد القادر على أن استقبال الطلاب السودانيين يأتي كتعبير صادق عن الامتنان للدور الذي لعبته الجامعات السودانية في الماضي عندما فتحت أبوابها للطلاب الصوماليين في أصعب مراحل تاريخ البلاد، إذ جاء الوقت ان الصومال يفتح أبوابه للسودانيين.
الصومال يرد الجميل للسودان
الصومال يفتح أبوابه للسودانيين، حيث قال الوزير التعليم في كلمته:
“السودان بلد لا يمكن أن ننساه. خلال الأوقات العصيبة وقف معنا وفتح جامعاته أمام شبابنا، واليوم نرد جزءاً من ذلك الجميل بدعم الجيل الجديد من الطلاب السودانيين.”
وأضاف أن البرنامج يمثل امتداداً للعلاقة الأخوية القديمة التي تجمع البلدين، وركيزة لتعزيز التواصل والتعاون بينهما على مستوى التعليم والتنمية البشرية.
برنامج منح يمتد لسنوات ويعزز التبادل الأكاديمي

ووفقاً لمسؤولين في وزارة التعليم، فإن الدفعة التي وصلت هذا الأسبوع هي الدفعة الأولى ضمن مبادرة ستستمر لعدة سنوات، الصومال يفتح أبوابه للسودانيين، على أن يتم استقبال المزيد من الطلاب السودانيين خلال الأسابيع المقبلة.
ويأتي هذا التحرك ضمن اتفاق مشترك بين الحكومتين يهدف إلى توسيع التعاون في قطاع التعليم، وتمكين الشباب السوداني من استكمال دراستهم في الجامعات الصومالية، وفي مقدمتها الجامعة الوطنية الصومالية.
أهداف البرنامج تشمل: توفير فرص تعليمية ذات جودة للطلاب السودانيين. وتعزيز التبادل الثقافي والعلمي بين البلدين. ودعم بناء القدرات البشرية في المنطقة. وتوسيع الشراكات بين المؤسسات الأكاديمية الصومالية والسودانية.
الصومال يعيد بناء مكانته كوجهة تعليمية إقليمية
تحظى هذه المبادرة باهتمام كبير من المتابعين، الذ جاء بعنوان المعانون، الصومال يفتح أبوابه للسودانيين، إذ يرى الكثيرون أن استقبال طلاب من الخارج يعكس ثقة متزايدة في المؤسسات التعليمية الصومالية، خصوصاً بعد الجهود الحكومية الواسعة لإعادة تأهيل الجامعات الوطنية ودعم البنية الأكاديمية في البلاد.
الخطوة قد تفتح الباب أمام تعاون أوسع والتي تشمل: البحث العلمي المشترك، التبادل الطلابي، برامج التدريب، تطوير المناهج الجامعية.
وتؤكد هذه الخطوة رغبة الصومال في لعب دور إقليمي أكبر في دعم التعليم وتطوير الموارد البشرية على مستوى شرق أفريقيا.
استقبال رسمي ودعم شامل للطلاب الجدد

أكدت وزارة التعليم أن الطلاب السودانيين سيحظون بدعم كامل لضمان اندماجهم السلس في بيئتهم الأكاديمية الجديدة، في الخطوة ان الصومال يفتح أبوابه للسودانيين، وذكرت أن فرق الوزارة ستواصل متابعة حاجاتهم التعليمية والمعيشية، وتقديم التسهيلات اللازمة لهم في الجامعة الوطنية.
كما أشار عدد من مسؤولي الوزارة إلى أن التعاون التعليمي بين الصومال والسودان ليس وليد اليوم، بل يعود إلى عقود طويلة من التبادل المعرفي، وأن هذه المبادرة تأتي لتطوير تلك الروابط وتعميقها بشكل أكبر خلال السنوات القادمة.
لمعرفة المزيد: الصومال تحذر: الجفاف المتفاقم قد يعيد مأساة 2017
بداية مسار جديد
يمثل وصول هؤلاء الطلاب لحظة رمزية تعكس روح التضامن الإفريقي وقدرة التعليم على بناء جسور قوية تتجاوز الحدود السياسية والجغرافية.
وفي الوقت الذي يستعد فيه الطلاب السودانيون لبدء حياتهم الجامعية في مقديشو، يرى كثيرون أن هذا البرنامج لن يكون مجرد مبادرة تعليمية، بل خطوة استراتيجية نحو بناء مستقبل مشترك أكثر تعاوناً واستقراراً بين الصومال والسودان.
