الأزمة الصحية في الصومال تمثل اليوم التحدي الأكبر الذي يواجه البلاد، فهي تجمع بين نقص الموارد، انهيار المرافق الطبية، وتراجع الدعم الدولي. الأزمة الصحية في الصومال تؤثر مباشرة على حياة ملايين المواطنين، وتزيد المخاطر على الأطفال والنساء وكبار السن. في ظل هذه الأزمة الصحية في الصومال، يجد المرضى أنفسهم أمام خيارات محدودة، غالبًا ما تكون صعبة أو مكلفة، بينما يحاول العاملون الصحيون الصمود بأقصى طاقتهم. هذه الأزمة الصحية في الصومال تستدعي تحركًا عاجلًا من الحكومة والمنظمات الدولية، قبل أن تتحول الكارثة إلى مأساة إنسانية أكبر.
مستشفيات تعمل بأقصى طاقتها

في مقديشو وعدد من المدن الكبرى، تعمل المستشفيات الحكومية والخاصة بقدرات محدودة للغاية. بعض الأقسام تعمل بنصف طاقتها، وأخرى أُغلقت مؤقتًا بسبب نقص المعدات الأساسية. غرف الطوارئ غير قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى، فيما تشهد أقسام الولادة ازدحامًا يفوق طاقتها، مع معدات قديمة ومستهلكة.
أجهزة تالفة وبيئة غير مناسبة للعلاج

غياب الصيانة الدورية جعل العديد من الأجهزة الطبية خارج الخدمة. أحيانًا يضطر المرضى إلى التنقل بين أكثر من مستشفى للحصول على فحص واحد، ما يؤدي إلى تأخير العلاج ويزيد من احتمالات تدهور الحالة.
ندرة الأدوية صراع يومي على العلاج

الأزمة الصحية في الصومال تتجلى بشكل صارخ في نقص الأدوية الأساسية. الإنسولين، المحاليل الوريدية، أدوية الضغط والمضادات الحيوية كلها باتت مواد شحيحة للغاية. المرضى الذين يعانون أمراضًا مزمنة يجدون أنفسهم أمام خيارين أحلاهما مرّ: شراء الأدوية بأسعار باهظة أو الاكتفاء ببدائل أقل فعالية. هذا الوضع أدّى إلى ارتفاع ملحوظ في المضاعفات والوفيات، خاصة بين كبار السن ومرضى السكري والأطفال.
المستشفيات الريفية معاناة خارج دائرة الاهتمام

بعيدًا عن العاصمة، تبدو الصورة أكثر قتامة. المشافي الريفية تعتمد على أجهزة بسيطة، وطواقم قليلة الخبرة، وغالبًا بدعم محدود من منظمات إنسانية لا يكفي لحجم الحاجة. المرأة الحامل في بعض المناطق تحتاج إلى السفر لساعات للحصول على رعاية أولية، بينما يواجه المصابون بالأمراض المعدية خطرًا مضاعفًا بسبب غياب مراكز العزل والمختبرات.
العاملون الصحيون جنود بلا دروع
على الرغم من الظروف الصعبة، يقف العاملون الصحيون في الخط الأمامي، لكنهم يواجهون ضغوطًا هائلة. كثير من الأطباء والممرضين يعملون في ورديات طويلة تمتد لأكثر من 15 ساعة. نقص التدريب والتجهيزات يجعلهم عرضة للإصابة بالأمراض المعدية، بينما تظل أجورهم غير كافية لتلبية احتياجاتهم الأساسية. هذا الوضع أدى إلى موجة من الاستقالات والهجرة المهنية، ما ترك فراغًا كبيرًا يصعب تعويضه.
تراجع التمويل الدولي الأسباب والنتائج

الأزمة الصحية في الصومال تفاقمت بشكل كبير بعد تراجع التمويل الدولي. بعض المشاريع التي كانت تدعم المستشفيات أُغلقت، وأخرى تقلص نشاطها بسبب نقص التمويل. هذا التراجع ترك فراغًا في برامج التطعيم، خدمات الأمومة والطفولة، ومكافحة الأمراض المزمنة، مما جعل المواطنين يشعرون بأنهم تركوا وحدهم في مواجهة الأزمة.
أصوات المرضى
خلف كل رقم وإحصائية، هناك قصص بشرية مؤلمة. هناك أب ينتظر لساعات ليعالج طفله المحموم دون جدوى، وأم تقطع ثلاث مناطق لتجد مستشفى يستقبل حالتها، ومسنّ يجلس على كرسي بلا ملف طبي لأن الأدوية غير متوفرة. هذه القصص تعرفها العائلات الصومالية جيدًا، فهي ليست حالات نادرة بل جزء من المشهد اليومي الذي يعيشه المجتمع.
القطاع الخاص وحلول باهظة
رغم وجود عدد من المستشفيات الخاصة ذات الخدمات الجيدة، إلا أن تكلفتها العالية تجعلها خارج متناول غالبية السكان. في بلد يعيش فيه كثيرون تحت خط الفقر، يصبح خيار العلاج الخاص ترفًا لا يستطيع الكثير تحمله، ما يزيد من الضغط على المستشفيات العامة ويعمق الأزمة الصحية في الصومال.
الحكومة ووعود الإصلاح
أعلنت الحكومة خططًا لتطوير البنية التحتية الصحية وتوفير معدات جديدة وزيادة عدد الكوادر. رغم أهمية هذه الوعود، إلا أن التنفيذ يواجه عقبات مالية وسياسية ولوجستية. الإصلاح الصحي يتطلب موارد ضخمة واستقرارًا سياسيًا، بالإضافة إلى إدارة فعالة لمواجهة الفساد والتشتت المؤسسي. المواطنون لا يزالون ينتظرون خطوات ملموسة يشعرون بها على أرض الواقع في مواجهة الأزمة الصحية في الصومال.
ما الذي يمكن فعله الآن؟
- يتطلب إنقاذ القطاع الصحي إجراءات عاجلة تشمل:
- توفير الأدوية الأساسية بشكل مستمر
- إرسال دعم عاجل للمستشفيات الأكثر تضررًا
- تعزيز قدرات العاملين عبر التدريب والتأهيل
- إعادة تفعيل الشراكات الدولية
- تطوير شبكة رعاية أولية تخفف الضغط عن المستشفيات الكبيرة
- كل هذا يساهم في الحد من آثار الأزمة الصحية في الصومال ويعيد بعض الأمل للمواطنين.
لمعرفة المزيد: المياه في الصومال.. 8 ملايين شخص دون ماء نظيف
إنقاذ يتطلب جهدًا وطنيًا
الأزمة الصحية في الصومال ليست مجرد عناوين تُكتب في الصحف، بل واقع يعيش تفاصيله ملايين الناس. إنقاذ هذا القطاع الحيوي يتطلب جهدًا وطنيًا ودعمًا دوليًا حقيقيًا قبل أن ينهار ما تبقى من قدرة البلاد على حماية مواطنيها. وبين الخطر والأمل، يبقى مستقبل الصحة في الصومال معلقًا بمدى جدية العمل على إصلاحه في أقرب وقت ممكن، لتخفيف وطأة الأزمة الصحية في الصومال على كل بيت صومالي.
