في تحرك دبلوماسي من مقديشو إلى طنجة، غادر رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري، العاصمة مقديشو، صباح الثلاثاء، 25 نوفمبر، متوجهاً إلى المغرب للمشاركة في النسخة السابعة عشرة من منتدى “ميدايز” الدولي، ويأتي هذا الحضور في لحظة دولية دقيقة تشهد تزايد الاستقطاب العالمي، ما يمنح الصومال فرصة لتقديم رؤيته ضمن واحدة من أبرز المنصات السياسية والاقتصادية في المنطقة.
رسائل سياسية من مقديشو

يمثل هذا التحرك الدبلوماسي من مقديشو إلى طنجة خطوة محسوبة للحكومة الصومالية، حيث من المنتظر أن يلقي رئيس الوزراء كلمة تتناول أولويات الدولة في المرحلة الحالية، وعلى رأسها تعزيز الأمن الوطني، وبناء مؤسسات فعّالة، وتوسيع نطاق الإصلاحات الحكومية، وتحرص مقديشو على استثمار هذا الظهور في المنتدى لإيصال رسائل واضحة حول التزامها بخيار الاستقرار والتنمية، رغم التحديات الأمنية التي تواجهها.
وأشارت مصادر حكومية إلى أن كلمة رئيس الوزراء ستتضمن استعراضاً للتقدم الذي أحرزته البلاد خلال العامين الماضيين، سواء في مكافحة الجماعات المسلحة أو في تطوير البنية المؤسسية والإدارية للدولة.
ميدايز منصة عالمية واسعة

ينعقد المنتدى هذا العام تحت شعار: “الانقسامات والاستقطاب، إعادة اختراع المعادلة العالمية”، وهو عنوان يعكس مستوى التوتر الذي يشهده النظام الدولي، ويعد المنتدى أحد أهم الفعاليات التي تجمع أكثر من 120 دولة لبحث مسارات الأمن العالمي والتحولات الاقتصادية ونماذج الحوكمة الجديدة.
وفي هذا السياق، يعتبر حضور الصومال جزءاً من تحرك دبلوماسي من مقديشو إلى طنجة يهدف إلى تعزيز موقع البلاد في النقاشات الدولية، خاصة المتعلقة بأمن البحر الأحمر، والهجرة، والإرهاب، والتعاون الإقليمي.
صبغة ثنائية إضافية
لا يقتصر الحدث على المشاركة متعددة الأطراف فقط، بل يحمل كذلك بُعداً ثنائياً مهماً في العلاقات الصومالية – المغربية، فالبلدان يتقاسمان رؤى مشتركة بشأن الأمن البحري، وتطوير المؤسسات، والدفع نحو تعاون أوسع في مجالات التدريب وبناء القدرات.
ويأتي هذا البعد ضمن تحرك دبلوماسي من مقديشو إلى طنجة يسعى خلاله رئيس الوزراء إلى فتح قنوات تعاون جديدة، والتأكيد على رغبة الصومال في تعزيز العلاقات مع الدول العربية والإفريقية الداعمة لمسار الاستقرار.
الصومال يعيد رسم حضوره الدولي

خلال السنوات الأخيرة، اتبعت الصومال سياسة خارجية أكثر نشاطاً تهدف إلى الانتقال من دائرة الانكفاء الداخلي إلى دور إقليمي ودولي فاعل، وتبدو مشاركتها في منتدى ميدايز جزءاً من تحرك دبلوماسي من مقديشو إلى طنجة يستهدف إعادة بناء صورة البلاد في الخارج، وتقديمها كدولة تعمل على ترسيخ الاستقرار والانفتاح.
هذا الانفتاح الدبلوماسي يتكامل مع جهود حكومية واسعة لإعادة هيكلة المؤسسات الأمنية، وجذب الاستثمارات، وتعزيز العلاقات مع المنظمات الدولية والمؤسسات المالية.
قضايا مطروحة بقوة
ستركز مناقشات المنتدى على ملفات سياسية واقتصادية ذات صلة مباشرة بالصومال، أبرزها:
- مستقبل الأمن العالمي
- التحولات الاقتصادية بعد الأزمات
- دور الدول الصاعدة في إعادة تشكيل النظام الدولي
- التكتلات الإقليمية الجديدة
- التعاون جنوب – جنوب
ويسعى الوفد الصومالي إلى الاستفادة من هذه النقاشات لطرح رؤيته بشأن التحديات الأمنية في القرن الإفريقي، ودور التعاون الدولي في دعم الاستقرار ومكافحة التطرف.
وتندرج هذه المشاركة أيضاً ضمن تحرك دبلوماسي من مقديشو إلى طنجة يهدف إلى تعزيز حضور الصومال في المسارح الدولية، وتأكيد دوره في الملفات ذات البعد الإقليمي.
نحو موقع جديد للصومال

تُظهر هذه الزيارة رغبة واضحة في تعزيز تموضع الصومال خلال عام 2025، عبر الحضور في منتديات عالمية تُسهم في صياغة النقاشات حول مستقبل النظام الدولي، ومع أن مسار الإصلاح الداخلي ما زال في بدايته، إلا أن الحكومة تسعى من خلال هذا التحرّك الدبلوماسي من مقديشو إلى طنجة إلى تأكيد أن الصومال قادر على لعب دور إيجابي ومؤثر في القضايا الإقليمية والدولية.
لمعرفة المزيد: معالجة تحديات الصومال.. حسن شيخ يدعو إلى هذه السياسات
خطوة استراتيجية في إطار تحرّك دبلوماسي
يمثل حضور رئيس الوزراء الصومالي في منتدى ميدايز الدولي خطوة استراتيجية في إطار تحرك دبلوماسي من مقديشو إلى طنجة يهدف إلى تعزيز صورة الصومال، وكسب دعم دولي أوسع لمشاريعه الإصلاحية، والتموضع داخل خريطة التفاعلات الإقليمية للعام 2025. ويبدو أن الحكومة الصومالية ماضية في مسار انفتاح خارجي مدروس، يعكس رغبتها في أن تصبح جزءاً فاعلاً من المشهد الدولي المتجدد.
