وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، 25 نوفمبر، أمراً تنفيذياً يقضي بتصنيف بعض فروع جماعة الإخوان المسلمين في مصر ولبنان والأردن ك “منظمات إرهابية أجنبية”، ويؤكد البيت الأبيض أن الهدف هو مواجهة الشبكة العابرة للحدود للإخوان التي تدعم أنشطة عنف وتهدد مصالح الولايات المتحدة وحلفاءها في الشرق الأوسط.
واعتبر محللون أن قرار ترامب الذي أعلن في تصنيف فروع الاخوان في مصر ولبنان والأردن “منظمات إرهابية أجنبية” تعد تحولاً نوعياً في مقاربة واشنطن، إذ انتقلت الإدارة الأميركية من مرحلة الجدل السياسي والقانوني حول طبيعة الجماعة إلى خطوات تنفيذية مباشرة تستهدف فروعاً محددة ثبت تورطها في أعمال عنف ودعم جماعات مسلحة، ما يرسخ مفهوم أن واشنطن تتعامل مع الجماعة كشبكة ممتدة دولياً.
لماذا تعد فروع الإخوان منظمات إرهابية أجنبية في هذه الدول؟

يشرح البيان الرسمي أن إعلان ترامب لهذه الدول الثلاث كمنظمات إرهابية أجنبية لأنها “تشرك نفسها أو تسهل وتدعم حملات عنف وزعزعة استقرار”، مع آثار مباشرة على المواطنين الأميركيين ومصالح واشنطن، فعلى سبيل المثال، شارك جناح الجماعة في لبنان، المعروف باسم “قوات الفجر”، مع حماس وحزب الله في إطلاق هجمات صاروخية على إسرائيل، مواصل في حديثه ان فرع مصر حرض على شن هجمات ضد مصالح الولايات المتحدة، بينما دعم فرع الأردن المادي لجناح حركة حماس لفترة طويلة.
ويؤكد الخبراء أن اختيار هذه الدول المصنفة لم يأت مصادفة، إذ تعتبر الفروع محظورة أو محدودة النشاط في بلدانها، ما يجعل قرار ترامب مستقراً من الناحية القانونية والسياسية، ويعكس استهدافاً مباشراً للأنشطة الإرهابية المحددة دون تعقيدات دبلوماسية كبيرة.
كيف سيتم تطبيق القرار عبر المادة 219؟

استند القرار إلى المادة “219” من قانون الهجرة والجنسية، التي تمنح الرئيس الأميركي صلاحيات تنفيذية مباشرة ضد أي منظمة تشكل تهديداً إرهابياً، دون الرجوع للكونغرس ويتيح ذلك، وفق الخبراء، إلي تجميد الأصول المالية، وإغلاق الحسابات البنكية، ومراقبة النشاط الميداني والتشغيلي لهذه الفروع عبر مكتب التحقيقات الفيدرالي.
كما ينص القرار على تقديم تقرير خلال 30 يوماً من وزيري الخارجية والخزانة حول حالة كل فرع للإجراءات التنفيذية، مع إمكانية مراجعة كل فرع بعد عامين لمعرفة مدى التزامه بالمعايير المطلوبة للقضاء علي ال منظمات إرهابية أجنبية
تداعيات القرار على الفروع الثلاثة

يشير الخبراء إلى أن ترامب يعلن تصنيف فروع الإخوان له تأثير متباين بين الفروع الثلاثة بأنها منظمات إرهابية أجنبية :
- الأردن: التأثير الأكبر، نظرًا لارتباط الفرع بالمقاومة الفلسطينية وحركة حماس، ما يعني تقييد تحركاته ومصادر تمويله.
- لبنان: الخطوة منطقية بسبب مشاركة فرع الجماعة في “قوات الفجر” ضمن التنسيق المسلح مع حزب الله، ما يجعل هذا الفرع هدفاً مباشراً للقرار.
- مصر: التنظيم الفعلي محدود النشاط داخل البلاد، والقرار يحرم القيادات الخارجية من حرية الحركة ويقيّد الدعم المالي الدولي.
ويشير المحللون إلى أن القرار، رغم أهميته، يظل محدود التأثير على التنظيم الدولي للإخوان إلا إذا تم تطبيقه على الهيكل العالمي للجماعة، باعتباره العقل المركزي الذي يدير ويموّل فروعها حول العالم.
أبعاد القرار السياسية والأمنية علي منظمات إرهابية أجنبية

يعتبر قرار ترامب خطوة أولى في سلسلة إجراءات قد تؤدي إلى توسيع الحظر على نشاط الجماعة داخل الولايات المتحدة وأوروبا ويقول الباحثون إن القرار يعكس ضغط دول عربية طالبت بإجراءات صارمة ضد الفروع التي تسهم في زعزعة استقرار المنطقة، ويُرسل رسالة قوية بأن أي نشاط للإخوان سيواجه عقوبات مباشرة.
ويضيف محللون أن هذه الخطوة ستحد من قدرة الجماعة على جمع التبرعات عبر الواجهات المختلفة، وتفرض رقابة مالية صارمة، خصوصاً على الأموال القادمة من الخارج، كما أنها تعرقل الاجتماعات والفعاليات التي كانت تُدار عبر الخارج.
تعرف المزيد: الحماية المؤقتة للصوماليين في مينيسوتا.. ما تداعيات قرار ترامب الأخير؟
رسالة من واشنطن ل منظمات إرهابية أجنبية

لهذا قإعلان ترامب بتصنيف فروع الإخوان في مصر ولبنان والأردن “منظمات إرهابية أجنبية”، رسالة واضحة مفادها أن أي نشاط يهدد مصالح الولايات المتحدة وحلفاءها لن يتم التسامح معه، كما أنها تؤسس لمراقبة مستمرة للتمويل والتحركات الدولية للفروع، وتعد تحذيراً ضمنياً لبقية الفروع حول العالم بأن أي نشاط عنيف أو دعم لجماعات مسلحة سيقابل بإجراءات صارمة وفورية.
