في عالم تتسارع فيه الأحداث وتتشابك فيه الأصوات، تظل الحقيقة هي البوصلة التي يبحث عنها الجمهور وفي هذا السياق، تبرز ميزة جديدة من X تقضي على لجان الإنترنت تكشف عن الدول التي تدار منها الحسابات كخطوة تعيد ضبط المشهد الرقمي، وتفتح بابًا جديدًا لفهم مصدر الخطاب الرقمي الذي يغرق الفضاء العام يوميًا.
لا تغير هذه الخاصية فقط طريقة تعامل المستخدمين مع المنصة، بل تعيد تعريف مفهوم المصداقية في زمن أصبحت فيه الحملات الموجهة واللجان الرقمية جزءًا من معارك المعلومات.
ميزة جديدة من X .. فماهي أهميتها؟
تمنح الميزة الجديدة “حول هذا الحساب، المستخدمين إمكانية معرفة تاريخ إنشاء الحساب، وعدد تغييرات الاسم، ونقطة الاتصال الأولى بمنصة إكس، والأهم: الموقع الجغرافي الذي يدار منه الحساب.
بالنسبة لبيئة رقمية مثل بيئة القرن الحادي والعشرين، التي تعتمد على تضخيم الخطاب وصناعة التوجهات، يصبح الكشف عن موقع الحساب ليس مجرد معلومة تقنية، بل أداة لقراءة السياق وفهم النوايا الحقيقية وراء المحتوى.

سقوط الأقنعة حسابات ادعت الانتماء لسنوات
بمجرد تفعيل ميزة جديدة من X، بدأ المستخدمون في تفقد حسابات كانت تشعل الجدل في قضايا متعددة، بعضها يظهر بمظهر الصوت المحلي لدول معينة ليتضح أنها تدار من دول بعيدة تمامًا. وبرغم سنوات من ادعاء الانتماء لمجتمعات محددة، تكشف الخاصية عن شبكات حسابات تدار من تركيا والمملكة المتحدة واليمن ودول أخرى، بينما كانت تتحدث بلسان مجتمعات خليجية أو عربية، أو تدعي تمثيل قضايا إنسانية واجتماعية.
الجمهور ينتصر على التضليل
في هذه اللحظة، بدأت مرحلة جديدة من التقييم، ولم يعد المحتوى يقاس فقط بطريقته في السرد أو قدرته على الانتشار، بل بأصلالرسالة: “من أين جاء صاحب الحساب؟، ولماذا يبني وجوده الرقمي من خلف حدود أخرى؟”.
هذا التحول في وعي الجمهور أحدث موجة من إعادة النظر في الحسابات المؤثرة، بينما اختفى بعض الحسابات المشبوهة فورًا بعد انكشاف موقعها الحقيقي.

بين الشفافية والخصوصية
رغم أهمية ميزة جديدة من X، إلا أنها أثارت نقاشًا واسعًا حول خصوصية المستخدمين، ومنحت X خيارًا لإظهار البلد أو المنطقة الجغرافية فقط، مراعاة لظروف الدول التي قد يتعرض فيها المستخدمون للملاحقة.
لكن السؤال يبقى: “هل الشفافية تتعارض مع حماية الهوية؟، أم أن كشف المواقع بات ضرورة لبيئة رقمية أكثر أمانًا؟”.
كيف تغير هذه الميزة قواعد اللعبة الرقمية؟
ما تفعله X اليوم هو إعادة ترتيب ميزان القوة بين المستخدم والمحتوى، ولم تعد المنصة تعتمد فقط على حرية النشر، بل على الهوية الرقمية المعلنة.
هذا التحول يعني أن الحملات المخفية ستتراجع، وأن الجمهور سيبدأ في تطوير آلية جديدة لقراءة المحتوى
من يتحدث، وأين يقف؟ قبل النظر إلى ماذا يقول.

أسئلة المستقبل: وماذا عن مستخدمي VPN؟
تكشف تقارير تقنية أن X قد تضيف قريبًا تنبيهًا يظهر على الحسابات التي تستخدم VPN، مما يشير إلى أن الموقع الظاهر قد يكون غير دقيق.
وهو ما يفتح بابًا لسؤال أكبر: “هل ستصبح الهوية الرقمية شرطًا أساسيًا في بناء تأثير داخل المنصات؟”.
الجواب لا يزال قيد النقاش، لكن المؤكد هو أن عصر التخفي الرقمي يقترب من نهايته، ومع تفعيل هذه الخاصية، تدخل منصات التواصل حقبة جديدة من الوضوح، فبينما قد تبدو الميزة مجرد تحديث تقني، إلا أنها تحمل تأثيرًا عميقًا على شكل النقاشات، ووزن المؤثرين، وحقيقة الحملات التي تتشكل في الخلفية.
تعرف المزيد على: زيادة سرعة الواي فاي في آيفون 17 وتحسين الاتصال بالإنترنت بسرعة وسهولة
وما بين الحقيقة والمعلومة، تبقى خطوة ميزة جديدة من X، واحدة من أبرز محاولات تنظيف الفضاء الرقمي وإعادته إلى مسار أكثر نزاهة.
