تصاعدت المخاوف الدولية بعد إعلان السفارة الأميركية في مقديشو عن خرق بيانات التأشيرات الإلكترونية في الصومال، مؤكدة أن الهجوم السيبراني قد أدى إلى تسريب معلومات شخصية تخص أكثر من 35 ألف متقدم، بينهم أميركيون. وأشارت السفارة إلى أن “قراصنة مجهولين” تمكنوا من اختراق منصة التأشيرات واستخراج وثائق تتضمن أسماء وصورًا وعناوين ومعلومات اتصال.
وقد أصدرت بريطانيا تحذيرًا مماثلًا، مطالبة مواطنيها بالتفكير جيدًا قبل إدخال أي بيانات في النظام، في ظل استمرار خرق بيانات التأشيرات الإلكترونية في الصومال دون تأكيد رسمي من السلطات الصومالية.
نقل نظام التأشيرات دون تفسير رسمي

وبينما تلتزم الحكومة الصومالية الصمت، أثار قرارها بنقل خدمة التأشيرات من موقعها السابق إلى نظام جديد تساؤلات كثيرة، خاصة مع عدم توضيح ما إذا كان النقل مرتبطًا بمحاولة الحد من خرق بيانات التأشيرات الإلكترونية في الصومال أو معالجة ثغرات أمنية.
وتقول تقارير إن الوثائق المسربة يتم تداولها بالفعل عبر الإنترنت، ما يضع السلطات أمام ضغوط كبيرة للكشف عن ملابسات الهجوم.
تداعيات على المسافرين ورسوم إضافية مثيرة للجدل

النظام الجديد يفرض على جميع المسافرين بما في ذلك القادمين من أرض الصومال وبونتلاند التقديم عبر الإنترنت، وهو ما فتح بابًا جديدًا للانتقادات حول الرسوم المرتفعة، إذ اشتكى البعض من مضاعفة قيمة الرسوم في بعض المناطق.
وبحسب مراقبين، فإن استمرار خرق بيانات التأشيرات الإلكترونية في الصومال من دون تحقيقات علنية يزيد من حالة القلق لدى المسافرين والشركات الجوية على حد سواء.
الخلاف السياسي: التأشيرات تعمّق التوتر بين مقديشو وهرجيسا

أعاد هذا الحدث تسليط الضوء على الخلاف المزمن بين الحكومة الفيدرالية وأرض الصومال حول إدارة المجال الجوي. فبينما تؤكد مقديشو سيادتها الكاملة، ترى هرجيسا أن فرض التأشيرة الإلكترونية عليها خطوة سياسية غير مقبولة.
وقد أعلن رئيس أرض الصومال عبد الرحمن إيرو صراحة رفضه لنظام التأشيرات، مشيرًا إلى أن خرق بيانات التأشيرات الإلكترونية في الصومال دليل على عدم أمان المنصة. وأصدر توجيهات للطيران يلزمها بالحصول على موافقة من سلطات هرجيسا قبل دخول المجال الجوي للمنطقة.
شركات الطيران بين رفض هرجيسا وتمسك مقديشو
ورغم توجيهات أرض الصومال، رفضت شركات الطيران الدولية نقل أي مسافر دون الحصول على التأشيرة الإلكترونية الصومالية، ما أدى إلى تعطّل سفر العديد من الركاب العالقين في مطارات مختلفة.
وأكد وزير طيران أرض الصومال أن الإجراءات الجديدة سارية منذ 10 نوفمبر، وأن طائرات تم بالفعل تحويل مسارها لعدم الالتزام بالقواعد المحلية، فيما تنشر الوزارة تسجيلات تظهر مراقبيها يصدرون تعليمات للطائرات الدولية.
مقديشو تتمسك بالسيادة الكاملة على المجال الجوي
وفي مقابل هذه الإجراءات، تؤكد هيئة الطيران المدني الصومالية أن مقديشو هي الجهة الوحيدة المخولة بإدارة المجال الجوي للبلاد، وأن أي تعليمات تصدر من جهات أخرى يجب تجاهلها. كما حذرت من أن مخالفة القوانين الجوية يعرض الطائرات وركابها لمخاطر كبيرة.
وترى مصادر حكومية أن خرق بيانات التأشيرات الإلكترونية في الصومال أصبح ورقة سياسية تُستخدم لعرقلة النظام الجديد، في حين تطالب منظمات دولية بضمان الشفافية والتأكد من حماية بيانات المسافرين.
مسافرون عالقون وقلق يتصاعد
الجدل المتصاعد حول خرق بيانات التأشيرات الإلكترونية في الصومال أدّى إلى تعطل رحلات ومسافرين، بعضهم متجهون إلى أرض الصومال، ليجدوا أنفسهم غير قادرين على الصعود للطائرة بسبب عدم استكمال متطلبات التأشيرة عبر النظام الإلكتروني.
وفي ظل غياب بيان رسمي من الحكومة الفيدرالية، يطالب المتضررون بالكشف عن مدى تسرب بياناتهم، بينما يزداد الضغط على السلطات لتقديم توضيحات حول طبيعة الهجوم، وكيف تمكن المخترقون من الوصول إلى هذا الكم الهائل من المعلومات الحساسة.
أزمة تقنية أم ورقة سياسية؟
يعكس التطور الأخير مدى حساسية ملف الأمن السيبراني في بلد يشهد صراعًا سياسيًا بين مكوناته. فبينما يراه البعض مجرد حادث تقني، يراه آخرون حلقة جديدة في الخلاف حول السيادة، خاصة مع توظيف خرق بيانات التأشيرات الإلكترونية في الصومال لتبرير مواقف سياسية من الطرفين.
تعرف المزيد: الحد من الاتجار بالبشر في الصومال: ولاية شمال شرق تفرض حظر سفر لمن هم دون الثلاثين
ومع استمرار الأزمة، تتجه الأنظار إلى ما إذا كان النظام الجديد سيتم إصلاحه وتعزيز حمايته، أم أن الخلافات قد تعمّق الانقسام أكثر بين مقديشو وهرجيسا.
