تمكين الشباب في الصومال، في العاصمة مقديشو، بدأ صباح اليوم مشهد مختلف. عشرات الشباب يجتمعون في قاعة صغيرة، يحملون دفاتر وأفكارًا كبيرة. هؤلاء هم أول المستفيدين من البرنامج الجديد الذي أطلقه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع مؤسسة هرمود السلام، في 12 نوفمبر 2025، بهدف فتح أبواب العمل والابتكار أمام الشباب الصومالي.
شباب يبحث عن فرصة وشركاء يقدمون الحل
يستمر البرنامج لمدة عام ونصف، ويستهدف نحو 2000 شاب وشابة إلى جانب 360 شركة صغيرة ومتوسطة.
ويركز على دعم مشاريع في الطاقة المتجددة، ومصايد الأسماك، وتربية الأحياء المائية، والتقنيات الرقمية وهي قطاعات جديدة تسعى الصومال لتوسيعها ضمن خططها للتنمية المستدامة.

مبادرات لتمكين الشباب في الصومال
اللافت في البرنامج أنه لا يقتصر على التدريب النظري فقط، بل يقدم أدوات حقيقية للتغيير. من أبرزها:
- منصة “شقو أبوور” التي تتيح فرص عمل وتدريب عبر الإنترنت.
- مختبر الابتكار الذي يشجع الشباب على إطلاق مشاريع بيئية جديدة.
- حاضنة ومسرع أعمال لدعم رواد الأعمال الشباب، خصوصًا النساء.
- تمويل صغير ومتوافق مع الشريعة الإسلامية عبر بنك السلام الصومالي.
- منصة استثمار رقمية تهدف لربط المستثمرين داخل وخارج الصومال بالمشاريع الواعدة.
ويشمل البرنامج أيضًا تدريبًا مهنيًا للشباب من المجتمعات النازحة وذوي الإعاقة، ما يجعله خطوة نحو شمول اقتصادي أوسع.

أصوات من الميدان
يقول ليونيل لورينز، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن فرص تمكين الشباب في الصومال:
“الشباب الصومالي لديهم طاقة مذهلة، وعندما تتاح لهم الأدوات المناسبة يمكنهم بناء مستقبل أفضل لأنفسهم ولبلدهم.”
أما عبد الله نور عثمان، الرئيس التنفيذي لمؤسسة هرمود سلام، فيضيف: “الفكرة بسيطة: نمنح الشباب فرصة عادلة، وهم سيتولون الباقي. لدينا جيل مبتكر يحتاج فقط إلى الدعم والثقة.”
ومن جانبه، أشاد وزير العمل والشؤون الاجتماعية سليم عليو إيبرو بالمبادرة، معتبرًا أنها “جزء من رؤية الحكومة لتعزيز دور الشباب في سوق العمل وتحقيق التنمية الوطنية”.
تعرف المزيد: يوم العزاب11/11: أكبر احتفال تسوق في العالم ماذا تعرف عنه؟

نحو اقتصاد شبابي مستدام
يمتلك الصومال واحدة من أطول السواحل في أفريقيا أكثر من 3300 كيلومتر وإمكانات هائلة في مجالات الطاقة النظيفة والاقتصاد الرقمي تسهل من تمكين الشباب في الصومال
ويرى خبراء أن الجمع بين هذه المقومات وإبداع الشباب قد يحوّل البلاد إلى نموذج أفريقي ناجح في الاقتصاد الأخضر والابتكار.
