شهدت السياحة الصومالية في الهند قفزة غير مسبوقة بين عامي 2019 و2024، حيث ارتفع عدد الزوار الصوماليين من نحو 5 آلاف إلى أكثر من 12 ألف سائح. هذا النمو الكبير يوضح الاهتمام المتزايد من الصوماليين بالتجارب الثقافية والطبيعية التي تقدمها الهند، ويعكس تحولًا في أنماط السفر والخبرة السياحية بين البلدين.
الصومال تتصدر المشهد السياحي

بينما تتعافى الهند تدريجيًا من آثار جائحة كوفيد-19، تصدرت الصومال قائمة الدول الأكثر نموًا من حيث عدد السياح الوافدين. ويشير الخبراء إلى أن هذا النمو لم يكن متوقعًا، خاصة مع الانخفاض الطفيف الذي شهده عام 2024 مقارنة بعام 2023، إلا أن السياحة الصومالية في الهند لا تزال تحقق معدلات نمو تفوق أي دولة أخرى في المنطقة.
العوامل وراء هذا النمو

ساهمت عدة عوامل في ارتفاع أعداد السياح الصوماليين إلى الهند، أبرزها:
- التسهيلات في التأشيرات الإلكترونية، مما جعل السفر أكثر سلاسة.
- توسيع الرحلات الجوية المباشرة بين المدن الصومالية الكبرى مثل مقديشو وهرجيسا، والمدن الهندية الرئيسية.
- الاهتمام بالتعليم والتبادل الثقافي، حيث يجذب الطلاب الصوماليون وأسرهم زيارة الهند.
هذه العوامل جميعها عززت من مكانة الهند كوجهة مفضلة للزوار الصوماليين، وساهمت في تنامي السياحة الصومالية في الهند بشكل واضح خلال السنوات الأخيرة.
أثر اقتصادي ملموس

تشكل السياحة الصومالية في الهند مصدر دخل متزايد للقطاعات الفندقية والتعليمية، إذ يميل الزائر الصومالي إلى إنفاق أعلى من المتوسط، خاصة في التسوق والخدمات الطبية والتعليمية. بالمقابل، بدأ الاهتمام المتبادل يظهر في رغبة السياح الهنود في زيارة الصومال، لاكتشاف شواطئها وأسواقها المتنوعة.
ويؤكد خبراء الاقتصاد أن هذا التبادل السياحي يعزز التعاون الاقتصادي بين البلدين ويفتح الباب لمشاريع مشتركة في الطيران والفنادق والخدمات.
الهند بعد الجائحة: عودة تدريجية للثقة الدولية

رغم أن أعداد السياح الأجانب لم تصل بعد لمستويات ما قبل الجائحة، إلا أن السياحة الصومالية في الهند تمثل مؤشرًا قويًا على استعادة الثقة الدولية بقطاع السفر. فقد بلغ عدد الزوار الأجانب حوالي 10 ملايين في 2024 مقارنة بـ11 مليون قبل الجائحة، ويتوقع الخبراء أن تتجاوز الهند هذا الرقم قريبًا بفضل تحسين البنية التحتية وتسهيل إجراءات السفر.
تجربة ثقافية متنوعة للصوماليين

تقدم السياحة الصومالية في الهند تجربة متميزة تشمل زيارة المعابد والمتاحف والأسواق الشعبية. ويظهر الزوار الصوماليون اهتمامًا خاصًا بالمدن الجنوبية مثل بنغلور وتشيناي وكيرالا، لما توفره من طبيعة خلابة وخدمات طبية متقدمة.
كما يسهم التمكن النسبي من اللغة الإنجليزية في جعل تجربة السفر أكثر سهولة ومتعة، مما يعزز من استدامة هذا التدفق السياحي.
التحديات المستقبلية
رغم النمو اللافت، تواجه السياحة الصومالية في الهند بعض العقبات، منها طول إجراءات التأشيرات في بعض الأحيان، والمخاوف الأمنية، وارتفاع تكاليف الإقامة في المدن الكبرى. ومع ذلك، هناك تعاون مستمر بين الحكومتين لتسهيل السفر وتوسيع الرحلات المباشرة، ما يعكس التزامًا بتعزيز هذا القطاع الحيوي.
تعرف المزيد: الإغلاق الحكومي الأميركي يدخل يومه الـ40: واشنطن تبحث عن مخرج والأزمات تتوسع
نظرة مستقبلية
يتوقع المحللون استمرار توسع السياحة الصومالية في الهند خلال السنوات المقبلة، مع ازدياد اهتمام الشباب الصومالي بالسفر واكتشاف ثقافات جديدة. كما أن تحسين الرحلات الجوية وتسهيل التحويلات المالية سيجعل الهند وجهة مفضلة للزوار الصوماليين، مع تحقيق فوائد اقتصادية مباشرة لكل من الهند والصومال وفتح آفاق تعاون جديدة في مجالات الاستثمار، التعليم، والسياحة.
