منذ فترة ليست ببعيدة، قليل جدًا كان يعرف ماذا تعني تقنية البلوك تشين، وكانت دائمًا مرتبطة بالبيتكوين. لكن الأن مستخدمة في مجالات كثيرة، من البنوك للمستشفيات لأنظمة التصويت كذلك. هذه التقنية خرجت من عالم العملات الرقمية وأصبحت وسيلة جديدة للثقة في مختلفة تعاملات الإلكترونية.
1. سجل مفتوح لا يمكن التلاعب به

ببساطة فهي تعمل كدفتر حسابات إلكتروني يُشارك بين آلاف الحواسيب في العالم، وكل واحدة منها تحتفظ بنسخة متطابقة منه. هذه هي الفكرة البسيطة وراء تقنية البلوك تشين.
كل معاملة تُسجل في “كتلة”، ثم تُضاف إلى سلسلة متصلة من الكتل السابقة، بحيث يصبح التعديل فيها شبه مستحيل. أي محاولة للتغيير تحتاج موافقة جميع المشاركين تقريبًا، وده يجعل النظام أكثر أمانًا من أي قاعدة بيانات تقليدية.
2. خطوة بخطوة: كيف تجري المعاملة؟

عندما ترسل دفعة أو توقع عقدًا إلكترونيًا، تُبث المعاملة إلى شبكة تقنية البلوك تشين.
تبدأ أجهزة الحاسوب (العُقد) بالتحقق من صحتها وفقًا لقواعد محددة، وبعد التأكيد، تُضم إلى كتلة جديدة. بعدها، يتم الاتفاق بين المشاركين من خلال ما يُعرف بآلية الإجماع على إضافتها للسلسلة. في لحظة، يتحدث السجل في كل الأجهزة في وقت واحد، مما يلغي الحاجة لأي جهة وسيطة أو سلطة مركزية.
3. استخدامات لم نكن نتخيلها
الأمر لم يعد متعلقًا بالعملات الرقمية فقط.
شركات الشحن تستخدم تقنية البلوك تشين لتتبع البضائع من بلد لآخر بدقة، والمستشفيات تعتمد عليها لحماية ملفات المرضى، والبنوك تُجري عبرها التحويلات الدولية في ثوانٍ بدل أيام. حتى في مجال الفن، ظهرت الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) التي تثبت ملكية الأعمال الرقمية دون نزاع. كل هذا بفضل ثقة أنشأتها تقنية البلوك تشين دون الحاجة إلى وسطاء.
4. نمو هائل وأرقام مذهلة

الاهتمام العالمي بهذه التكنولوجيا تضاعف بشكل لافت في السنوات الأخيرة.
في عام 2025، تجاوز حجم التعاملات عبر تقنية البلوك تشين حاجز 2.3 تريليون دولار. وتشير تقارير الأسواق إلى أن آسيا والمحيط الهادئ تتصدر العالم بمعدل نمو سنوي يبلغ 69%.
ويتوقع الخبراء أن تصل قيمة سوق تقنية البلوك تشين إلى 58 مليار دولار بنهاية العام، وأن تتجاوز 1.4 تريليون دولار بحلول 2030.
حتى الشركات الكبرى مثل تلك المدرجة في قائمة “فورتشن 500” تعتمدها اليوم في إدارة الهوية الرقمية وسلاسل التوريد.
5. بوابة نحو إنترنت جديد

يرى بعض المحللين أن تقنية البلوك تشين ستكون حجر الأساس في بناء الجيل الثالث من الإنترنت، المعروف باسم “ويب 3.0”.
فالعالم يتجه نحو شبكة لامركزية يتحكم فيها المستخدم في بياناته، دون هيمنة شركات ضخمة. في هذا النظام، تصبح الثقة الرقمية هي رأس المال الجديد، وكل معاملة تمر من خلال تقنية البلوك تشين هي وعد بالشفافية والمساءلة.
تعرف المزيد: التحول الرقمي بين كينيا وأوغندا: 5 خطوات نحو شراكة تكنولوجية تغيّر مستقبل شرق أفريقيا
حين تتحول الثقة إلى تكنولوجيا

في الماضي كان الاعتماد على المؤسسات أو الأشخاص لضمان الثقة، لكن الأن أصبحت التكنولوجيا هي التي تقوم بهذا الدور. وهذا أهم ما يميز تقنية البلوك تشين، لأنها مش كلام أو وعود، هي نظام بيكشف كل خطوة أمام الجميع. ورغم إنها مازلت تتطور، إلا إنها تحاول تغيّر شكل التعاملات وتجعلها أوضح وأنظف.
