مع اقتراب نهاية أكتوبر، تستعد دول عديدة حول العالم للانتقال إلى التوقيت الشتوي 2025، حيث تُؤخر الساعة ساعةً واحدة عادة في آخر يوم أحد من الشهر.
وفي هذا العام، سيحدث التغيير رسميًا يوم الأحد 26 أكتوبر 2025 في دول أوروبا ومعظم المناطق التي تعتمد هذا النظام.
يهدف التوقيت الشتوي إلى الاستفادة من ضوء الصباح المبكر خلال الأشهر الباردة، لكنه في المقابل يجعل المساء أكثر ظلمة وأقصر.
تفاوت عالمي في تطبيق التوقيت الشتوي 2025

لا تعتمد كل الدول نفس النظام؛ فبينما تطبّقه أوروبا وأمريكا، ألغته دول أخرى كليًا مثل اليابان والمغرب.
وفي دول عربية مثل مصر، كان يُطبّق التوقيت الشتوي 2025 لسنوات طويلة قبل أن يتم إيقافه ثم التفكير بإعادته مؤخرًا لأسباب تتعلق باستهلاك الطاقة وتنظيم ساعات العمل.
ورغم الاختلافات الجغرافية، إلا أن النقاش واحد: هل ما زال تغيير الساعة مرتين سنويًا أمرًا منطقيًا في عصر التكنولوجيا والإضاءة الحديثة؟
دراسات حديثة: أغلب الناس يريدون إلغاء تغيير الساعة

أظهر استطلاع أُجري في أكتوبر 2025 وشمل أكثر من 100 ألف مشارك أن ما يقرب من 57% من الناس يعارضون تغيير الساعة مرتين سنويًا.
الاستطلاع الذي أجرته سلسلة ترافيلودج البريطانية كشف أيضًا أن واحدًا من كل ثلاثة يفضل الإبقاء على التوقيت الصيفي الدائم للاستمتاع بأمسيات أطول، بينما واحدًا من كل أربعة يفضل الصباحات المشرقة ويدعم اعتماد التوقيت الشتوي طوال العام.
هذه النتائج تعكس انقسامًا عالميًا واضحًا حول التوقيت الأنسب لحياة الناس بين الصباحيين ومحبي السهر.
تأثير التوقيت الشتوي 2025 على النوم والصحة

تشير أبحاث طبية إلى أن التوقيت الشتوي قد يسبّب اضطرابًا مؤقتًا في الساعة البيولوجية، ما يؤدي إلى مشاكل في النوم والمزاج والإنتاجية.
وبحسب تقرير حديث نُشر في سبتمبر 2025، فإن واحدًا من كل خمسة أشخاص ينام أقل من خمس ساعات يوميًا بسبب القلق أو تغيّر مواعيد النوم مع تبدّل الوقت.
ويرى خبراء أن الثبات على توقيت موحّد طوال العام قد يُحسّن جودة النوم ويقلّل من الاضطرابات الموسمية.
كيف بدأت فكرة التوقيت الصيفي والشتوي؟
تعود فكرة التوقيت الشتوي إلى أكثر من قرن، حين اقترح البنّاء البريطاني ويليام ويليت عام 1907 تقديم الساعة صيفًا لتوفير ضوء النهار، في كتيّب حمل عنوان “هدر ضوء النهار”.
ومنذ ذلك الوقت، تبنت دول عديدة الفكرة لأسباب اقتصادية، مثل توفير الطاقة وتنظيم الإنتاج خلال الحروب، قبل أن تتحول مع الوقت إلى تقليد موسمي متكرر.
نقاش عالمي متجدد

في السنوات الأخيرة، تصاعد الجدل حول جدوى التوقيت الشتوي 2025، إذ ترى بعض الحكومات أنه نظام فقد مبرراته، بينما تتمسك به أخرى بدافع الحفاظ على التوازن بين ضوء الصباح والمساء.
الاتحاد الأوروبي مثلًا ناقش مرارًا فكرة إلغائه، لكن الخلاف بين الدول الأعضاء حول التوقيت الدائم الأنسب (الصيفي أم الشتوي) أوقف القرار النهائي.
تعرف المزيد: الجمعية البرلمانية الدولية في جنيف حضور صومالي بارز في الدورة 151
الخلاصة
يبقى التوقيت الشتوي أحد أكثر الأنظمة الزمنية إثارة للجدل في العالم المعاصر.
فبين من يراه وسيلة لتنظيم الحياة اليومية، ومن يراه عبئًا على الصحة والنوم والإنتاجية، يظل السؤال مطروحًا:
هل حان الوقت لوقف تغيير الساعة نهائيًا؟
حتى الآن، يبدو أن العالم منقسم بين ضوء الصباح وضوء المساء… وبين عقربٍ يتقدّم وآخر يتأخر كل عام.
