يشهد انقطاع الكهرباء في أوكرانيا موجة جديدة من التصعيد بعد هجوم روسي استهدف، مساء الاثنين 20 أكتوبر/تشرين الأول، موقعًا للطاقة في شمال البلاد، مما تسبب في انقطاع التيار عن مناطق واسعة قرب الحدود الروسية.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن الضربة طالت منطقة تشيرنيهيف الحيوية، وأدت إلى توقف التيار عن أجزاء كبيرة من الشمال، بما في ذلك بلدة سلافوتيتش الواقعة على بعد 45 كيلومترًا من محطة تشيرنوبل النووية المتوقفة.
هجوم روسي يضرب قلب الشبكة الكهربائية

وذكرت شركة الطاقة المحلية أن الهجوم أصاب منشأة للطاقة دون تحديد موقعها بدقة، فيما أكد يوري فوميتشيف، رئيس بلدية سلافوتيتش، عبر “تيليغرام”، أن الكهرباء انقطعت عن أجزاء من البلدة نتيجة القصف.
ويأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة من الضربات الروسية التي تستهدف البنية التحتية الحيوية، في وقت تواصل فيه كييف جهودها لإعادة تشغيل الشبكات وإصلاح الأضرار.
وتشير البيانات الرسمية إلى أن انقطاع الكهرباء في أوكرانيا بات متكررًا خلال الأسابيع الأخيرة، مع تركّز الهجمات على منشآت الغاز والطاقة.
شتاء قاسٍ يلوح في الأفق

مع اقتراب الشتاء، يبدو أن روسيا تستخدم انقطاع الكهرباء في أوكرانيا كورقة ضغط إضافية في الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة.
الهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ على شبكات الكهرباء تهدد بترك ملايين الأوكرانيين بلا تدفئة أو إنارة خلال الأشهر الباردة، ما يثير مخاوف من أزمة إنسانية جديدة.
وأدى القصف الأخير في كييف ومدن أخرى إلى حرمان أكثر من مليون شخص من التيار الكهربائي، بحسب وزارة الطاقة الأوكرانية.
كييف ترد بالمثل على منشآت الطاقة الروسية

في المقابل، ردت أوكرانيا عبر شنّ هجمات مضادة على منشآت الطاقة الروسية، نفذت خلالها ما لا يقل عن 58 ضربة منذ مطلع أغسطس الماضي.
وتهدف كييف من خلال هذه الضربات إلى تقليص قدرة موسكو على مواصلة استهداف بنيتها التحتية الحيوية، خاصة تلك المرتبطة بإمدادات الكهرباء والغاز.
ورغم ذلك، فإن انقطاع الكهرباء في أوكرانيا ما زال يمثل تحديًا كبيرًا أمام الحكومة الأوكرانية التي تحاول الحفاظ على استقرار الشبكة الوطنية.
واردات الغاز.. محاولة لتجنب الأسوأ

مع تصاعد الأزمة، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده قد تضطر إلى استيراد غاز بقيمة ملياري دولار من أوروبا والولايات المتحدة وأذربيجان لتأمين احتياجات الشتاء.
وتُعد هذه الخطوة مؤشرًا على أن انقطاع الكهرباء في أوكرانيا لم يعد مجرد نتيجة ثانوية للهجمات، بل أزمة وطنية تهدد اقتصاد البلاد واستقرارها الاجتماعي.
تعف المزيد: 3 مؤشرات على هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعد اشتباكات رفح
الطاقة تتحول إلى جبهة جديدة في الحرب
يبدو أن الحرب الروسية الأوكرانية تدخل مرحلة جديدة تُستخدم فيها الطاقة كسلاح استراتيجي.
فبينما تسعى روسيا لإغراق خصمها في العتمة، تعمل كييف على تنويع مصادرها وتعزيز قدراتها الدفاعية.
لكن انقطاع الكهرباء في أوكرانيا يظل أكبر دليل على أن البنية التحتية للطاقة أصبحت الهدف الأول في حرب الاستنزاف الجارية، وهو ما قد يطيل أمد الصراع ويزيد كلفته على الجانبين.